عبر الشيخ فالح بن غانم آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة تذكار للإنتاج الفني، عن اعتزازه بما قدمته قطر للعالم بأكمله خلال بطولة كأس العالم، موضحاً أن ما يتابعه يومياً من إشادات عالمية في حق قطر يدعو للفخر،
إذ أكد أنها نجحت بكل المقاييس في تنظيم المونديال، بل وقدمت النسخة الأفضل في تاريخ البطولة، مشيراً خلال حواره مع الوطن إلى أن ما يقال من نجوم العالم في ما يخص روعة التنظيم كتب شهادة وفاة الانتقادات والمزاعم المبنية على الباطل التي واجهتها الدوحة خلال السنوات الأخيرة، مؤكدا على قوة الأداء والمنافسة بين المنتخبات والأجواء المونديالية التي يعيشها جمهور الكرة وعشاقها من مختلف أنحاء العالم، معتبرا الأداء المتميز للمنتخبات العربية في البطولة لكونهم شعروا بأنهم يلعبون في بلادهم ووسط جماهيرهم..
مزيد من التفاصيل في حوار الشيخ فالح بن غانم مع الوطن ..
{ في البداية.. كيف رأيت أجواء كأس العالم؟
أعتقد أن العالم كله يعيش أجواء خيالية استثنائية سواء من هم داخل قطر ممن حضروا لمتابعة مباريات كأس العالم، أو حتى من هم أمام الشاشات، فالكل سعيد بما تقدمه قطر من فعاليات كرنفالية ومونديالية ومتعة بصرية تجذب جميع الفئات والجنسيات.
{ ما المباريات التي حضرتها بالاستاد؟
حضرت العديد من المباريات على رأسها بالطبع مباراة الافتتاح وكذلك بعض مباريات المنتخب السعودي.
{ كيف كانت الأجواء في الملعب ومحيطه؟
لم أشاهد هذه الفرحة الجماهيرية من قبل، فلقد تابعت وحضرت العديد من المباريات حول العالم، ولكن أجواء مباريات كأس العالم في قطر كانت مختلفة جداً وتتميز بالإبهار في كل تفاصيلها، وهو ما ظهر على الجمهور الذي ظل متفاعلاً مع تلك الأجواء والكرنفالات وحتى وقت المباراة كانت السعادة والفرحة تكسوان أوجه الجماهير، فالأجواء الممتعة في كل مكان وفي كل وقت.
{ ما انطباعك حول حفل الافتتاح؟
لم يكن حفلا عادياً، فقطر بالفعل أبدعت في حفل الافتتاح وقدمت ليلة أرى أنه من الصعب تكرارها بنفس المستوى والأداء، فقد تابعنا العديد من الدول الكبرى التي استضافت المونديال ولم نشاهد هذا الإبداع على الإطلاق، بكل المقاييس قطر تفوقت على الجميع ممن سبقوها ووضعت من سيأتون بعدها في موقف محرج لأنهم سيعانون كثيراً للوصول إلى نفس المستوى الذي ظهرت عليه قطر في هذه النسخة غير العادية وأعتقد أنهم لن يستطيعوا الوصول إلى هذا المستوى.
{ هل كان هذا تحديا صعبا على قطر؟
بكل تأكيد هو من أصعب التحديات التي من الممكن أن تواجهه أي دولة في العالم، فهو كأس العالم، الكل متأهب ومنتظر ما الذي سيقدم خلال هذا الحدث الذي ينتظره عشاق الكرة بالملايين بل المليارات حول العالم لمشاهدة نجوم الساحرة المستديرة وهم يبدعون ويكتبون التاريخ ويسطرون في ذاكرة الجماهير العالمية سطوراً جديدة ستخلد في الذاكرة وفي صفحات التاريخ، ومن هذا الاهتمام يأتي الزخم وتأتي حالة التحدي والتأهب العالمي لمتابعة الحدث الذي يخطف الأنظار والكاميرات والعدسات لنقل كافة التفاصيل.. أصغرها وأكبرها إلى الجمهور حول العالم، وبالتالي أقل الهفوات تكون ضخمة عندما يقوم الإعلام بتسليط الضوء عليها، وهنا التحدي الأكبر في أن تصنع كل هذا الحدث بهذا الإتقان والإبداع بدون أن تترك مجالا لهفوات أو مساحة لتصيد الأخطاء، وهو ما نجحت فيه قطر بامتياز.
{ بالإشارة إلى تصيد الأخطاء.. لماذا كل هذه الهجمات التي وجهت إلى قطر؟
ما تعرضت له قطر غير مسبوق.. فلا توجد دولة فازت باستضافة هذا الحدث وتعرضت لهذا العدد من الهجمات والمؤمرات، والسبب واضح ومعروف للجميع، الحقد والحسد والغيرة من نجاحات قطر المتتالية، فهم بالتأكيد يتساءلون كيف لدولة صغيرة في حجمها أن تصل وتحقق كل هذه الإنجازات في وقت قصير؟..
وبدلاً من أن يتعلموا منها ويدرسوا كيفية صنع الإنجازات، قاموا بالتفنن في كيفية إيقاف تلك الإنجازات والبحث عن كل ما يمكنه إبعاد المونديال عن قطر، ولكن كل محاولاتهم ذهبت إلى حيث بدأت، ولم تتأثر قطر بكل ما يقال أو يرتب أو يحاولون إلصاقه بها، والضربة القاضية كانت في نجاح قطر الباهر في استضافة المونديال ورؤية العالم كله لقطر وهي ترتدي ثوب المونديال وتتزين بأعلام الدول المشاركة وتحصد إشادة كل من زارها من الجمهور والمنتخبات والشخصيات الدبلوماسية لتكتب قطر بهذه الإشادات شهادة وفاة كل الادعاءات والإشاعات والهجمات المعادية.
{ وكيف تقيم المنافسة بين المنتخبات خلال ما لُعب من مباريات بالبطولة؟
التنافس القوي بين المنتخبات المشاركة في هذه النسخة من كأس العالم، يوازي ويتناغم مع قوة التظيم وروعته، فالمتعة انسجمت بين الجوانب التنظيمية والمنافسة الكروية، وهذا ما شهد به الجمهور، حيث إن المنافسة على أشدها منذ المباريات الأولى في دور المجموعات واستمرت المتعة وتصاعدت بشكل كبير جداً مع بداية مباريات ثمن النهائي، وهذا كله بالطبع يضفي المزيد من الإيجابية والتميز لهذه النسخة، فعندما تجتمع براعة التنظيم مع متعة الكرة فهي المتعة التي يبحث عنها جمهور كرة القدم وهذا ما تستحقه هذه البطولة العريقة.
{ حضور قوي شهدته البطولة للمنتخبات العربية.. ما تقييمك لأداء منتخباتنا؟
بلا شك إن مستوى المنتخبات العربية في هذه النسخة كان الأفضل قياساً بالنسخ السابقة، والدليل على ذلك المنتخب المغربي قدم أداءً رائعاً وشرّف الوطن العربي بأكمله، من خلال النتائج والتمثيل المشرف والأداء المتميز، كما أن منتخب السعودية توّهج وصنع التاريخ خلال مواجهة الأرجنتين، وحقق انتصاراً غالياً وثميناً ولن يمحى من الذاكرة، وستظل الأجيال تتحدث عنه وتتذكره، على نفس القدر كان المنتخب التونسي حاضراً متوهجاً أمام منتخب الديوك الفرنسية، فقد حقق هو الآخر فوزاً غير عادي، ولم يكن اعتيادياً، حيث انتصر على فرنسا حاملة اللقب، هذه النتائج ساهمت بشكل كبير في تغيير الصورة النمطية للكرة العربية بشكل عام.
{ هل هذا الأداء المتميز من بعض المنتخبات العربية يعود إلى شعورهم بأنهم في بلادهم ووسط جماهيرهم؟
من المؤكد أن الأداء الرائع يعود إلى شعور اللاعبين العرب بأنهم في وطنهم وبين أهاليهم وشعوبهم، فكلنا أمة واحدة، وهذا الشعور من وجهة نظري السبب في الأداء الرائع، ولا ننسى بالطبع جهود اللاعبين وأداءهم وكذلك الأجهزة الفنية التي لا نريد أن نبخسهم حقهم، ولكن من الناحية المعنوية والنفسية كان لتواجد المنتخبات العربية في قطر عامل نفسي إيجابي قتل بداخلهم الرهبة من مواجهة المنتخبات الكبيرة.