+ A
A -

[email protected]يقولون: إنه وُلدَ مقلوباً، خرجتْ القدمُ التي يُسدد بها أولاً، كان كأنه يقول للعالم: أنا قادم!

هذا ما يحكونه عن «بونيبيرتي» هداف الدوري الإيطالي عام 1949، كان يلعب لفريق السيدة العجوز (جوفنتوس)، الذي كان يدفعُ له بقرةً مقابل كل هدفٍ يُسجله!

هي الموهبة، لا شيء يمكنه أن يُفسر هذه البراعة سوى أنها أُعطية من السماء لتثير الدهشة في الأرض، والمواهب- برأيي الصائب قطعاً- لا يمكن تعلمها، وإنما يمكن تنميتها فقط! يُولدُ الموهوبون ليقدموا موهبتهم هكذا بكل بساطة، كما تسبح الأسماك، وتطير الطيور، وتسعى الأفاعي! شيء من الفطرة المُزادة على نظام التشغيل البشري!

صحيح أن الموهبة التي لا يتعهدها صاحبها بالرعاية تندثر، ولكن كل من ليس موهوباً فإن المران لا يزيده إلا تكلفاً!

برشلونة لم يصنع «ليونيل ميسي» لقد كان بيئته الحاضنة فقط، و«كريستيانو رونالدو» كان يضيف لمسته حيث حلَّ، أعطى الجميع ولم يأخذ من أحد!

«مارادونا» كان يُقدِّم شيئاً كالسحر، ينساب في المراوغة كما ينساب الماء في الجداول، «رونالدينيو» كان بإمكانه أن يكون الأفضل في التاريخ لولا أنه دفنَ موهبته بيديه، «بيليه» له فضل السَّبق، أما الظاهرة «رونالدو» فهو برأيي أفضل من لمس كرة القدم في هذا الكوكب، عيبه الوحيد أنه لم يكن يلعب برأسه، ولكن من يحتاج رأساً إذا كانت له هذه الأقدام التي يملكها!

النوادي لا تفعل شيئاً أكثر من أنها تتيح للاعب أن يصل إلى أعلى نقطة في موهبته، وعندما يصل إليها لا يمكن لأحدٍ أن يضيف إليها شيئاً، هذا هو حد الموهبة، التي هي هِبة!

كما أن «بيتهوفن» وُلد ليعزف، «بيكاسو» ولد ليرسم، و«المتنبي» وُلد ليقول شعراً، و«خالد بن الوليد» وُلد ليقاتل، وُلد كل هؤلاء المَهرة ليلعبوا كرة القدم بهذه البراعة!

copy short url   نسخ
11/12/2022
215