لم أتوقع ولم أحلم أن أحضر بطولة كأس العالم البطولة التي بهرتنا وسحرتنا ونحن بعد أطفال في قرية نائية في فلسطين.. حين جاء المجلس الثقافي البريطاني من عمان لعرض فوز بريطانيا عبر جهاز بروجكتور لعرض الأفلام على واجهات المباني، وبدأنا نراقب الفنيين وهم يركبون بكرة الفيلم على الجهاز لعرض بطولة كأس العالم في نسخته الثامنة وكان اللقاء بين المنتخبين الإنجليزي والألماني الغربي، وأقيم بتاريخ 30 يوليو عام 1966م، والذي حضره نحو 98 ألف متفرج في أكبر محفل رياضي في تاريخ بريطانيا، حيث فاز بها المنتخب الإنجليزي على منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة 4-2 في ملعب ويمبلي بمدينة لندن، وحصل المنتخب البريطاني على كأس العالم.. وطافت به دول العالم لتقول إن بطولة العالم في كرة القدم تعود إلى بريطانيا.

وقف متنورون من المعلمين معلنين احتجاجهم على عرض الفيلم في فلسطين لأن الفيفا لم تمنح قارة آسيا سوى نصف مقعد مشاركة مع افريقيا. لم نبال نحن الأطفال وبات حلمنا ان نحضر كأس العالم.. وكنا نرى من يشارك فيه من كوكب آخر فأسرعنا إلى ملعب ثانوية الشويخ بالكويت في شهر يناير 1971 لمشاهدة بيليه وزاغالو بعد فوز البرازيل بكأس العالم في النسخة التاسعة عام 1970 والتي جرت في المكسيك وقاموا بجولة وزاروا قطر والكويت

وبات حضور مباريات كأس العالم حلما.. حققته قطر هنا في الدوحة وبنسخة لا تتكرر في أي بلد في العالم.. أشعرتنا قطر بأن العالم قرية واحدة وأن شعوب العالم إخوة وأن أبانا واحد وربنا واحد وديننا واحد وشهادتنا بان لا إله إلا الله واحدة.

يقول أحبة لي زاروا قطر في هذا الشهر.. منهم المهندس عبدالرحيم البرغوثي ورجل الأعمال علاء صيام والمحاسب وليد حمدان.. وغيرهم الذين جاؤوا من الكويت والسعودية وعمان والإمارات.. كفو قطر شكرا قطر نظمت فأحسنت فأبدعت فأشعرتنا بالفخر أننا عرب ونضاهي بل نتفوق على مهد كرة القدم بريطانيا.. ولن تحلم دولة أن تصل إلى ما حققته قطر في النسخة 22 والتي تقام عام 2022 نسخة لن تنسى، ونقشت قطر على جدار القلوب «خليفة، الوسيل، الجنوب، الثمامة، أحمد علي، المدينة التعليمية، البيت وستاد 974 رأس أبو عبود»، ونسأل الله ان تستمر هذه الاستادات لاستضافة نسخة 2034 فالكل حتى الذين عارضوا سوف يطالبون أن تكون قطر مقرا لكأس العالم.. لا خمر.. ولا تعري.. ولا فسق.. ولا فجور.. ولا تعدي.. فقد عم السلام بفضل الله وحكمة ولي الأمر أطال الله في عمره.