في كتابه «أغرب الحكايات في تاريخ المونديال» يروي الصَّحفي الأرجنتيني «لوسيانو برنكي»، أنَّ اللاعب الأرجنتيني «خوان أوبرج» قد لعبَ في صفوف منتخب الأوروغواي في كأس العالم عام 1954، بعدما منحته جنسيتها! وفي مباراة نصف النهائي كانت الأوروغواي متأخرة بهدفين لصفر أمام المجر، ونجح «أوبرج» في تسجيل هدفين ليدرك التعادل... وبحسب الرواية أُصيب «أوبرج» بنوبة قلبية بسبب الإفراط في الحماس والاحتفال، وقيل إنه مات إكلينيكياً في الملعب!
ولم يكن مسموحاً آنذاك تبديل اللاعبين، وبعد إفاقته عبر التنفس الصناعي وتدليك القلب، عاد ليستأنف اللعب، ووصِفَ بأنه: الميت الذي سجَّل هدفاً في كأس العالم!
يخبرنا تاريخ كرة القدم أن عدداً من اللاعبين ماتوا في الملاعب دون أن يعودوا من موتهم! الأرجنتيني «ميكائيل فافير» أصيب بنوبة قلبية في أرض الملعب ومات نهائياً! واللاعب الهندي «بيتر بياكسانجزوالا» مات وهو يحتفل بتسجيله هدفاً، سقط على رأسه وهو يحاول تقليد شقلبة «كلوزة» الشهيرة!
غريب أمر الموت إذا حانت ساعته، وملفت للنظر ما لم تحن الساعة بعد! منذ قرابة عشر سنوات وفي يوم واحد شاهدتُ حدثين غريبين عن الموت! في الصباح قرأتُ خبراً عن رضيع شرق بحليب أمه وهي تُرضعه ومات! وفي المساء شاهدتُ تقريراً على الجزيرة عن أفغانستان، ومرَّ في التقرير ذكر محارب قاتل ضد الروس، ويقاتل الآن ضد أميركا وقد تجاوز الثمانين، فقلتُ في عقلي: سبحانك يا الله، رضِيع ماتَ في أكثر الأماكن أمناً في العالم حضن الأم، وشيخ هرم نجا من الموت في أكثر الأماكن خطورة في العالم ميدان المعارك والحروب!
هذا لنعلمَ أن ما قضاه الله كائن لا محالة، وما لم يقضه فلن يقع ولو حاولت كل المخلوقات أن تجعله واقعاً، أطال الله بأعماركم وأعمار أحبابكم، على أن الحياة ليست بطول المدة وإنما بعمق الأثر!