+ A
A -
الأمة- أي أمة- قبل أن تكون كيانا في مساحة جغرافية، هي كيان لغوي بامتياز.
اللغة ليست تاريخا فقط، إنها حاضر أي أمة، ومستقبلها، أيضا، مع البقاء. تماما، مثلما يعرف العالم الآن، حروبا تحت لافتات معينة، يعرف الآن ما يسمى بحروب اللغات.
أخطر ما في هذه الحروب، أن المنتصر فيها يمكن ببساطة أن يسيطر على المهزوم لغويا.. وبالتالي ثقافيا، وهذا مدخل مهم لمحو الهوية.. ومحو التاريخ.
لغتنا العربية، أمام حرب من هذا النوع الشرير.. ولطالما ارتفعت الصرخات من كيانات سياسية ولغوية، هنا وهناك، بضرورة التنبه إلى مخاطر هذه الحرب، ليس فقط للحفاظ على لغتنا التي تشكل أساس هويتنا، وإنما للمحافظة عليها باعتبارها تشكل ركنا مهما من أركان المحافظة على عقيدتنا، ذلك باختصار لأن اللغة العربية هي لغة كتابنا المقدس: القرآن الكريم.
المحافظة على لغتنا، ليست هي فقط مسؤولية الدولة، وإنما هي إلى جانب السلطة السياسية- هي مسؤولية سلطة البيت، والمدرسة، والمسجد، والنادي، والمسرح، والميديا، والشارع.. وهي من هنا مسؤولية جماعية، غير معفي منها كيان واحد، إذا ما نهضت بها كيانات أخرى.
انطلاقا من هذا الفهم، لا يسعنا هنا إلا أن نشيد بسعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، الذي أدرك هذه المسؤولية الجماعية، ومنظمته- منظمة الفيصل بلا حدود- تطلق جائزة سنوية تحمل شعار «تجديد الولاء للوطن واللغة» للحفاظ على لغة كتابنا المقدس- في المقام الاول-.. وللمحافظة على لساننا العربي طلقا.. مبينا، وللحفاظ على الوطن اللغة.
الجائزة، تأخذ مفهوم المحافظة على الوطن، والوطن- قطر- يستشرف أشرف أيامه في الثامن عشر من الشهر الحالي: يوم عرسه الوطني الكبير.
لتستلهم، كل الكيانات المجتمعية، من مبادرة سعادة الشيخ جاسم، مبادرات أخرى..
حفظ الله لغة القرآن.. لغتنا العربية.
copy short url   نسخ
13/12/2016
529