القاهرة- إبراهيم مرزوق
راغب أبوحمدان شاب وهبه الله موهبة الخط العربي والرسم، فأراد التميز والاختلاف عن كل ما سبقه وأن يقدم شيئا مبتكراً جديدا، فمزج حروف الخط العربي مع الرسم في لوحات وتصميمات بديعة، فصارت أدواته التي يستخدمها في لوحاته هي الحروف والكلمات بدلا من الفرشاة والريشة، فأنتج أعمالا جميلة وفريدة من نوعها مستخدماً التقنيات الحديثة.
عندما سألناه عن بدايته الفنية قال: كنت مثل أي طفل يشتري برامج الألعاب للاستمتاع بوقت فراغي، وفي هذه الأثناء ظهرت موهبتي في الرسم وكتابة الخط العربي وكان عمري وقتها 13 عاماً، فأصبحت اشتري الألعاب لتصميم المواقع والإعلانات ولوحات الخط والرسم التي كانت تشبع هوايتي وتجعلني أشعر بالسعادة لانني أصمم شيئا ليس له وجود ليصبح شيئا ينبض بالحياة، ثم طورت نفسي بالدراسة حيث درست فنون الإعلان ثم تخصصت في الجامعة في الجرافيك ديزاين.
وعن فكرة الدمج بين الخط العربــي والرســم فـــي تصمـيــمــات الجرافـيــك قـــال راغـــب ابو حمدان: اثناء دراستي بالجامعة كنت أريد التميز بأسلوب جديد ويقدمني للمتلقي بشكل مختلف عن الرسم التقليدي الذي نراه في كافة اللوحات ونظراً لحبي الشديد للغة العربية فكرت في دمج الخط العربي في لوحات الرسم وتنفيذ بورتريهات باستخدام الحروف والكلمات والقصائد.
وأضاف: واخترت شخصيات شهيرة ورموزا من وطننا العربي كالأدباء والشعراء والمطربين لتتناسب مع فكرة دمج الحروف باللوحة، فعندما أقوم برسم وتنفيذ تصميم لبورتريه شاعر أتمعن كثيراً في ما كتبه وأحفظ أبياتا كثيرة من قصائده وأستمع إليها وأدقق فيها لاختيار العبارات التي سوف أضعها في التصميم حتى يكون تصميم وجه الشاعر مكونا من كلمات قصائده وأبياته وليس من الحروف العربية.
وهذا أيضا ما أفعله مع المطربين أقوم بحفظ كلمات أشهر أغانيهم واستمع إليها بأصواتهم وأختار المناسب منها حتى يظهر العمل الفني في النهاية مكتملا ومستوحى من روح أعمال المطرب المرسوم باللوحة، فأنا أصمم لوحاتي على أنغام كلمات وقصائد الشعراء والأدباء وأغاني الفنانين، وهناك بعض الاشياء تلهمني وتعطيني أفكارا جديدة لتصميماتي على رأسها الموسيقى وحب القراءة والمطالعة، فالموسيقى لها دور كبير كونها أحد مصادر إلهامي وقد جسدتها في العديد من التصميمات بشكل مباشر.
وعن السمات المطلوبة للشخصيات التي يختارها لرسمها قال راغب ابو حمدان: الشخصيات التي أرسمها اختارها بعناية فائقة أولا أختار شخصيات تعتبر رموزا وأيقونات في عالمنا العربي من فنانين وأدباء ذات ثقل فني وثقافي كبير، وأيضا تكون الشخصيات محببة الى قلبي. فحبي للشخصية التي أرسمها يفرق كثيراً اثناء العمل، وأحرص عند رسمي لوجوه هؤلاء العمالقة على توزيع الحروف بشكل دقيق لتبرز كافة تفاصيل الوجه دون تشويه بطريقة جمالية فنية. ووجدت ان اللون الذهبى هو انسب الألوان كونهم يعودون إلى العصر الذهبي وأنهم ذوو قيمة فنية كبيرة ونفيسة مثل الذهب.
وعن إمكانية رسمه اللوحات بالألوان الزيتية بدلا من استخدام التقنيات الحديثة أوضح راغب، في بداية الفكرة كنت أنفذ لوحاتي بالألوان الزيتية ولكن كانت اللوحة تستغرق وقتاً كبيرا، وواجهت صعوبة في ذلك لأن هناك كلمات وحروفا تكون صغيرة ودقيقة للغاية ويصعب رسمها وإيضاحها بالشكل المطلوب، لذلك فكرت في استخدام التقنيات الحديثة. في بدء الامر كانت الأمور صعبة بعض الشيء، ولكن مع الوقت تحسن الأداء وتطور، وأنا لا أنكر أن الديجيتال ساعدني في تنفيذ أعمال اكثر دقة في الرسم وبدون تشويه وفي وقت أسرع بكثير عن الرسم بالطريقة اليدوية.
وتابع راغب، بدأت باللغة الإنجليزية أولا ونفذت تصميمات لبعض الأقوال والكلمات الحكيمة للمشاهير العالميين والحمد لله هذه التصميمات لاقت قبولا كبيرا وإعجابا شديدا والعديد من المواقع والصفحات الأجنبية نشرت تلك التصميمات وهذا شجعني على تصميم وجه جبران خليل جبران من عناوين قصائده باللغة الإنجليزية، ثم بعد ذلك بدأت التصميم بالحروف والكلمات العربية، ومن وقت لآخر أقوم بتنفيذ أعمال باللغة الانجليزية ولكن كل تركيزي على اللغة العربية.