+ A
A -
زرت العواصم في «الشرق الأقصى».. تجولت في مدنه الصناعية والتجارية.. وراقبت شوارعها عند الفجر.. تحدثت مع عمالها.. وكانت قطر أمنية في العين وعلى اللسان.. فهي حلم كل عامل.. بل اصبحت حلم العلماء في أميركا وفي أوروبا..
ابن عم لي في اكبر مركز ابحاث في أميركا يسأل ماذا في قطر.. والكل يشد الرحال اليها.
وبريطاني.. قادم من العراق.. يقول: الحياة هنا والمال هنا والعز هنا.. والراحة هنا. ألماني قادم من دبي.. يقول: هنا راحتي هنا هدوئي هنا أدخر واعيش حياة تناسبني.
نعم.. زرت مدينة العمال.. وزرت مستشفى العمال.. وزرت مجمعات العمال.. فوجدت أن ما ينقله ممثلو العفو الدولية هو «شهادة شاهد ماشفش حاجة» بدءا من غرف النوم المريحة التي لا تتوافر له في بلده، والمطعم الذي يقدم له وجبات يشكر الله على نعمائه ويتمنى أن يصل ربع ما يتناوله إلى عائلته.. ويتقاضى راتبا يحلم خريجو الجامعات في بلاده أن يتقاضوه ثم تخرج منظمة العفو الدولية بتقرير مغرض تقول إن هناك شهادات من عمال مورست ضدهم اجراءات تنتهك الحقوق..
وللتاريخ.. فلقد توليت منذ بداية عملي الصحفي التحقيق في مواضيع عمالية.. وتنقلت من الصناعية إلى الشمال إلى الشحانية إلى مسيعيد ودخان وتناولت الغذاء مع عمال مشاريع في مجمعات عمالية.. وجبات غذائية متكاملة ومشروبا ساخنا يجعلني أقول لمنظمة العفو الدولية.. إن هذا التجني على هذه الحقيقة هو تجن على العدالة وبات أمرا مكشوفا سواء ما تعامل به دولنا العربية وحتى لو اضاءت اصابعها شمعا لن يرضى عنا الغرب والحاسدون الذين ما زالوا ينظرون إلينا عالم ثالث وان هناك عناصر في هذه المنظمة لا يرون الا الكوب الفارغ..
وللحقيقة وأنا أمثل فئة من العمالة العاملة في قطر.. اقول إن القانون الجديد ينصفني من حيث أحقيتي في نقل الكفالة بعد مرور سنتين، وينصفني بأن جواز سفري بحوزتي واستطيع أن اسافر في أي وقت اذا كانت ذمتي سليمة ولست من اصحاب السوابق أو مرتكبي الجرائم.
كما يمنني القانون كعامل اقوى وزارة تقف إلى جانبي وهي وزارة الداخلية اضافة لوزارة العمل في حال تعرضي لظلم من رب العمل.. واشعر بعدالة لانني سأطلع على نصوص العقد قبل أن احضر إلى قطر .
ما سجلته منظمة العفو الدولية من مخالفات على ألسنة عمال قبل تطبيق القانون الحالي.. هي حالات تحدث في كل دول العالم.. وعالجها القانون الجديد..
أيها المسؤول عن منظمة العفو.. أراك لحنت.. فأعد قراءة القانون مرتين..
نبضة أخيرة
الرحال إلى وطن حبيبتي تشد
والجهاد لحماية الحرائر.. عهد
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
14/12/2016
1602