+ A
A -
التقيته.. في بيروت وقد بترت ساقه
حاول الهرب من مجزرة فلحقوا به فقطعوا قدمه ليموت نزفا ونجا..
التقيته في بغداد وقد أطفئت عيناه.. فقد كان طبيب عيون لمن تصاب عينه برصاصة أو شظية أو غاز.
رووا الحكاية.. لما ارتكبه الاسد الأب في حماة.. عام 1982...
.. الأسد الأب ارتكب جرائمه في تل الزعتر الفلسطيني في لبنان وتعمد إنزال العقاب بمدينة حماة في جميع مكوناتها البشرية والاجتماعية والعمرانية والتراثية، على مستوى الأفراد والعائلات، والشوارع والأحياء، الأطفال والنساء والشيوخ قبل اليافعة والشبان والرجال…
لقد قامت مخابراته بتجميع الأهالي في الملعب البلدي، ونهب بيوتهم، ثمّ العودة إليهم وقتل قرابة 1500، بنيران الرشاشات؛ الاسد الاب ارتكب مجزرة حيّ ‘سوق الشجرة’، وقتل فيها 160 مواطناً، رمياً بالرصاص أو دفناً تحت الأنقاض، وحُشر 70 آخرون في متجر لبيع الحبوب، جرى بعدئذ إشعال النار فيه؛ مجزرة ‘حي البياض’ شهدت قتل 50 من المواطنين، وإلقاء جثثهم في حفرة مخصصة لمخلفات معمل بلاط؛ في مجزرة ‘سوق الطويل’، تمّ إعدام 30 شاباً على سطح السوق، و35 آخرين حُشروا في متجر للأدوات المنزلية؛ مجزرة ‘حي الدباغة’ حشر 35 مواطناً في منشرة للأخشاب، وإشعال النار فيها؛ مجزرة ‘حي الباشورة’: إعدام عائلات بأكملها، من آل الكيلاني والدباغ والأمين وموسى والقاسية والعظم والصمام وتركماني؛ وهكذا تكرّرت، أو تنوّعت، التفاصيل الرهيبة في مجازر أحياء العصيدة والشرقية والبارودية ومقبرة سريحين والمستشفى الوطني.
هذا الأسد الأب.. الذي تعاملنا معه زعيما خالدا واستقبلناه في اوطاننا وشاركناه في قممنا.. ورجاله يرون أن الأمة العربية سامحته على ما ارتكبت يداه.. لكن الله يمهل ولا يهمل فابتلاه بسرطان الدم ليتعذب ويموت ببطء..
ابنه الصغير الذي كان يرى تغاضي العالم عن جرائم والده استخدم نفس اسلوب والده مع حلب.. ستتوقف الحرب.. سيخرج الاسد الصغير منتصرا.. وقد نستقبله من جديد في شوارعنا.. وهو يرى أنه ليس حاكما شرعيا لشعب شرد منه سبعة ملايين وقتل اكثر من مليون الشيخ قبل اليافع والجنين قبل الطفل.. سينجو الاسد الصغير.. لأنه خدم اسرائيل في ردع الردع وتهجير المقاومة
لكن الله يمهل ولا يهمل.. فنهاية الاسد الصغير.. ستكون مؤلمة.. فمشهد ما جرى ويجري في حلب.. وغيرها من المدن السورية هي مجازر يجب أن يساق اولا إلى محكمة الشعوب العربية ثم إلى محكمة العدل الدولية.
نبضة أخيرة
دمشق.. خيبتنا.. وخيمتي سأقيمها لسيدة القلب على حافة الصحراء حين تنتصر حلب..
بقلم : سمير البرغوثي
حاول الهرب من مجزرة فلحقوا به فقطعوا قدمه ليموت نزفا ونجا..
التقيته في بغداد وقد أطفئت عيناه.. فقد كان طبيب عيون لمن تصاب عينه برصاصة أو شظية أو غاز.
رووا الحكاية.. لما ارتكبه الاسد الأب في حماة.. عام 1982...
.. الأسد الأب ارتكب جرائمه في تل الزعتر الفلسطيني في لبنان وتعمد إنزال العقاب بمدينة حماة في جميع مكوناتها البشرية والاجتماعية والعمرانية والتراثية، على مستوى الأفراد والعائلات، والشوارع والأحياء، الأطفال والنساء والشيوخ قبل اليافعة والشبان والرجال…
لقد قامت مخابراته بتجميع الأهالي في الملعب البلدي، ونهب بيوتهم، ثمّ العودة إليهم وقتل قرابة 1500، بنيران الرشاشات؛ الاسد الاب ارتكب مجزرة حيّ ‘سوق الشجرة’، وقتل فيها 160 مواطناً، رمياً بالرصاص أو دفناً تحت الأنقاض، وحُشر 70 آخرون في متجر لبيع الحبوب، جرى بعدئذ إشعال النار فيه؛ مجزرة ‘حي البياض’ شهدت قتل 50 من المواطنين، وإلقاء جثثهم في حفرة مخصصة لمخلفات معمل بلاط؛ في مجزرة ‘سوق الطويل’، تمّ إعدام 30 شاباً على سطح السوق، و35 آخرين حُشروا في متجر للأدوات المنزلية؛ مجزرة ‘حي الدباغة’ حشر 35 مواطناً في منشرة للأخشاب، وإشعال النار فيها؛ مجزرة ‘حي الباشورة’: إعدام عائلات بأكملها، من آل الكيلاني والدباغ والأمين وموسى والقاسية والعظم والصمام وتركماني؛ وهكذا تكرّرت، أو تنوّعت، التفاصيل الرهيبة في مجازر أحياء العصيدة والشرقية والبارودية ومقبرة سريحين والمستشفى الوطني.
هذا الأسد الأب.. الذي تعاملنا معه زعيما خالدا واستقبلناه في اوطاننا وشاركناه في قممنا.. ورجاله يرون أن الأمة العربية سامحته على ما ارتكبت يداه.. لكن الله يمهل ولا يهمل فابتلاه بسرطان الدم ليتعذب ويموت ببطء..
ابنه الصغير الذي كان يرى تغاضي العالم عن جرائم والده استخدم نفس اسلوب والده مع حلب.. ستتوقف الحرب.. سيخرج الاسد الصغير منتصرا.. وقد نستقبله من جديد في شوارعنا.. وهو يرى أنه ليس حاكما شرعيا لشعب شرد منه سبعة ملايين وقتل اكثر من مليون الشيخ قبل اليافع والجنين قبل الطفل.. سينجو الاسد الصغير.. لأنه خدم اسرائيل في ردع الردع وتهجير المقاومة
لكن الله يمهل ولا يهمل.. فنهاية الاسد الصغير.. ستكون مؤلمة.. فمشهد ما جرى ويجري في حلب.. وغيرها من المدن السورية هي مجازر يجب أن يساق اولا إلى محكمة الشعوب العربية ثم إلى محكمة العدل الدولية.
نبضة أخيرة
دمشق.. خيبتنا.. وخيمتي سأقيمها لسيدة القلب على حافة الصحراء حين تنتصر حلب..
بقلم : سمير البرغوثي