الغترة الخليجية لم تحقق فقط الرواج من الناحية التقليدية بالإقبال عليها في صورتها وتصميمها المعتاد وإنما تألقت وتزينت بالعديد من الأشكال الترويجية الجديدة عليها والتي هي من صنع هذا الحدث الفريد، فقد ظهرت الغترة خلال كأس العالم بأعلام المنتخبات المشاركة كتقليعة جديدة ومميزة، لفتت انتباه الجميع وحرص الجمهور على اقتناء تلك التقليعة الجديدة والمميزة التي تعبر عن طقوس المونديال والمنافسة الشريفة بين المنتخبات المشاركة، وكذلك تعتبر ذكرى لكل من جاء إلى قطر للاستمتاع بهذه البطول، وتخليداً لهذه الزيارة وهذا الحدث الكروي العالمي.
«الوطن
» التقت بعض الباعة والتجار للتعرف عن نسب الإقبال على «الغترة المونديالية»، كما التقينا بالعديد من الجماهير التي حرصت على اقتناء وشراء الغترة من بعض المحال في سوق واقف وفي بعض محطات المترو للتعرف على سبب اهتمامهم بشرائها والحرص على ذلك.
وقال نيستور أحد المشجعين البرازيليين أنه أتى إلى سوق واقف أكثر من مرة وخلال زيارته للسوق لفت انتباهه كمية الغترات المتواجدة في المحال التجارية فضلاً عن ارتداء المواطنين القطريين والخليجيين هذه الغترة وهو ما أثار فضوله ودفعه إلى اقتناء غترة كرمز من رموز المونديال حسب تعبيره.
وأوضح أن أكثر ما لفت انتباهه في الغترة فكرة التفنن في أن يكون عليها علم الدولة التي تشجعها، فأصبحت الغترة تحمل كل الأعلام وكل الدول المشاركة، ولا تقتصر فقط على البلد المضيف للبطولة، قائلاً: هذا من وجهة نظري شيء مميز جداً جعلني أسرع في اقتناء الغترة باعتبارها ذكرى مميزة من بطولة مميزة.
وحول البطولة وشعوره بالتواجد هنا بالدوحة ضمن فعالياتها قال نيستور إنه يشعر بألفة كبيرة وحالة من الأمان والود مع كل المشجعين، وبخاصة المواطنين القطريين الذي يرحبون بكافة الجماهير دون الالتفات لجنسياتهم أو معتقداتهم، مؤكداً أنهم ودودون جداً وشعب رائع ومسالم.
أما عن السبب في شراء الغترة فقال ادغا من المكسيك إنه جاء إلى سوق واقف مع زوجته للاستمتاع بأجواء المونديال الرائعة هنا، وكذلك شراء الغترة خصيصاً، حيث أكد أنه تابع العديد من الجماهير يروجون لها على مواقع التواصل وفي الشوارع القطرية.
وتابع إدغا: هذه الطقوس الرائعة التي شاهدتها في كل مكان بقطر وفي مواقع التواصل دفعتني أنا وزوجتي لشراء الغترة لتكون ذكرى جميلة من أرض المونديال، ورمزا من ثقافتهم كبلد رائع وشعب يحب الجميع ويرحب بنا وبكل الجماهير التي جاءت لمتابعة المونديال ومعايشة الأجواء المونديالية المميزة.
فيما قال مجيب خان أحد الباعة بمحال السوق إن الإقبال على شراء الغترة كبير جداً، مشيراً إلى أن هناك رواجاً كبيراً للغترة بين جماهير المونديال.
وأضاف مجيب أن الجميع اهتم باقتناء وشراء الغترة نتيجة وجود الأعلام الخاصة بكل دولة عليها، وهي فكرة رائعة استطاعت بالفعل أن تحقق النجاح والرواج بين الجماهير، فهناك بعض الجماهير تأتي بالعشرات سوياً لشراء الغترة البرازيلية أو الأرجنتينية على سبيل المثال، ويعبرون عن سعادتهم الكبيرة بها حيث يعتبرونهم بمثابة التقليدة الخاصة بمونديال قطر.
وحول التهافت على شراء المقتنيات التراثية الأخرى قال مجيب خان: هناك إقبال أيضاً على المقتنيات التراثية والقطع الأثرية المتواجدة في سوق واقف بشكل عام، وبالفعل الكثير من الجماهير يأتون إليّ في المحل لاقتناء وشراء تلك القطع ولكن أعتقد أن النسبة الأكبر ترجح كفة الغترة، للعديد من الأسباب، أولها كما ذكرت أنهم اعتبروها أحد رموز المونديال، كما أن البعض قرأ عن الغترة واكتسب معلومات عديدة عنها من الإنترنت ويأتي محملاً بتلك المعلومات ويوضح لنا الكثير منها، وهو ما يؤكد أن الثقافة القطرية والخليجية أثرت فيهم وأعجبتهم والدليل انه يأتون لشراء هذا الرمز المعبر عن ثقافة قطر والخليج.
وعن نسبة شراء الغترة قال عبد الله دامين بائع بأحد محال السوق، إن الغترة عليها إقبال لافت، والنسبة الأكبر لجماهير الأرجنيتين والبرازيل، مشيراً إلى أن الغترة خلال المونديال هي الأهم والأكثر مبيعاً بين ما نقدمه للجمهور من منتجات.
وأوضح عبد الله أن هناك نسبة كبيرة من الجمهور يزورنا خصيصاً لشراء الغترة فقد أعجبته مسبقاً، بينما نجد البعض الآخر يتفاجأ بها وينوي شراءها عندما يرى علم بلاده عليها، فضلاً عن البعض الأمور الترويجية التي يمكننا تقديمها، حيث يمكن للبائع أن يشرح للزائر أهمية ارتداء الغترة في الملاعب كنوع من أنواع المؤازرة للمنتخب الذي يشجعه هذا الزائر..وتابع: بالفعل هناك من يأتي إلى هنا ولكنه لا يعرف كيف تستخدم وكيف يرتديها ونقوم بشرح ذلك، وهناك من لا يعرف لماذا يقتنيها البعض، ونقوم في كثير من الأحيان بالتوضيح والترويج لهذا المنتج الذي فرض نفسه بقوة خلال المونديال.
رواج كبير وإقبال ملحوظ من جمهور المونديال على الغترة الخليجية، التي تزينت وتشكلت بألوان المنتخبات المشاركة في مونديال قطر الاستثنائي في كل شيء، وحيث إن لكأس العالم زخمه ورواجه عالمياً فإن هناك العديد من المكاسب في جميع الاتجاهات تعود على الدول المستضيفة، سواء على الجانب الاقتصادي أو الرياضي أو في مختلف القطاعات والاتجاهات، ولعل أهم الإيجابيات والمكاسب التي حققتها قطر خلال هذه النسخة هو اطلاع الجماهير على الثقافة القطرية والخليجية والعربية بشكل عام، ومن بين تلك الأمور المتعلقة بالثقافة الخليجية تتوهج الغترة وتتألق، حيث حققت رواجاً غير مسبوق خلال البطولة.