تعيش قطر هذه الأيام أجواء وطنية احتفالية كبيرة، حيث تحتفل بيومها الوطني تزامنا مع نشوة الانتصار التي تتمثل في نجاح تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم، ولأن الحدثين في غاية الأهمية فإن الجمهور اعتاد خلال الأيام الماضية على زيارة درب الساعي سواء من المواطنين والمقيمين، أو من جمهور كرة القدم بمختلف جنسياته، ولعل السمة الأبرز هي الحضور الكبير لأطفالنا في درب الساعي، وتفاعلهم اللافت والملحوظ مع مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقدم بشكل يومي.
كل من يزور درب الساعي يعيش أجواء التراث القطري وروحه التي تطوف كل أرجاء المكان، ويتميز درب الساعي بجانب تواجد الجمهور العالمي وعشاق الساحرة المستديرة بالتواجد القوي للأطفال، فالصغار يزينون درب الساعي يومياً سواء خلال الفعاليات المتواجدة طيلة اليوم أو من خلال الاستمتاع بأجواء المكان.
درب الساعي استطاع أن يجذب بفعالياته المتنوعة جميع الأطياف والفئات العمري، ولكن الأطفال دائماً ما يزينون أي مكان يتواجدون فيه، وبخاصة إذا كانت الأجواء تساعد على الفرحة وترسم البهجة على أوجه عيالنا، فكما المعتاد كان المشهد مبهراً مضيئاً، حيث ارتدت بناتنا وفتياتنا الزي التراثي التقليدي وتفاعلن مع الأجواء بشكل أكثر من رائع مما يعكس الحرص على إدماج أطفالنا في هذه الأجواء ليتعرفوا على تراثنا وموروثنا الثقافي وتاريخنا العريق.
وحول الاهتمام بارتداء الزي القطري القديم قالت الطفلة عائشة إنها تستمتع بارتداء هذا الزي تعبيراً منها عن حبها لقطر وتراث الأجداد الذي يتمسك به الكبير والصغير لتتوارثه الأجيال ويعيش معنا على مر العصور.
ومن بين الفعاليات التي لاقت تفاعلا كبيراً من الأطفال وأقبلوا عليها بشكل ملحوظ هي فعاليات «الصقارة» التي تتمتع بشعبية كبيرة بين فئة الصغار والكبار أيضًا، باعتبارها عنصرا هاما من عناصر ورموز الموروث القطري الأصيل الذي يتواجد كل عام في فعاليات درب الساعي، ويجد الإشادة والقبول والالتفاف حوله من الأطفال والكبار لالتقاط الصور التذكارية معه.
وقالت حبيبة محمد إنها أعجبت بفعالية الصقار وقررت أن تلتقط مع الصقور مجموعة من الصور التذكارية التي تخلد هذه الزيارة وهذه الحالة الممتعة والأجواء الرائعة التي عاشتها في درب الساعي.
فيما جذبت فعاليات المسرح العديد من الأطفال الذين عبروا عن استمتاعهم وسعادتهم بتلك الأنشطة المقدمة والتي من بينها اللوحات التراثية الممتعة «طق يا مطر» التي تقدم بشكل مستمر على المسرح الرئيس، كما استمتع صغارنا كذلك بالحكايات التي تحكيها الفنانة القديرة هدية سعيد تحت عنوان «حزاوي هدية سعيد» يومياً في درب الساعي، على مسرح الأطفال من تقديم مركز شؤون المسرح، بمشاركة الموهوبة العنود الخوري وبحضور لافت ومميز من الأمهات والأطفال الذي يتفاعلون بشكل كبير جداً مع حكايات وحزاوي الفنانة هدية سعيد خلال فقرات «سوالف من تراث لوّل».
