+ A
A -

يروي «ناثان أوسوبيل» في كتابه «مجموعة قصص شعبية»، القصة التالية:اختلف قط وكلب حول قطعة جبن كل يرى أنه أحق بها من الآخر، وعندما احتدم بينهما الخلاف قررا أن يذهبا إلى الثعلب ليقسمها بينهما بالعدل!فقال لهما الثعلب: جئتما إلى القاضي العادل، وتناول سكينة وقسمها إلى قطعتين.فقال الكلب: ولكن قطعة القط أكبر! فقال له الثعلب: أنت على حق، وأخذ قطعة القطّ وقضم منها قضمةً.فقال القطّ: الآن صارت قطعة الكلب أكبر! فقال الثعلب: أنت على حق أيضاً، وأخذ قطعة الكلب وقضم منها قضمة.وهكذا ظلّا يراجعانه، فيقضم من الجبن، حتى أكله كله أمام ناظريهما! ليس كل شخص أهلاً ليدخل حكماً في الخلافات، البعض كالخياطين يصلحون الثقب الموجود في الثوب، والبعض كآلات الحفر، كل تدخل منهم يزيد من عمق الهوّة! ولأنها الحياة، تقع الخلافات دوماً بين الناس، وقد يحتاجون إلى من يقرّب بينهم وجهات النظر، ويدوّر الزوايا، ولكن اختيار الأشخاص الذين ندخلهم في خلافاتنا يجب أن يكون دقيقاً كاختيار الأشخاص الذين ندخلهم إلى حياتنا، وإلا تحوّل الأمر إلى نشر غسيل وفضائح، وما منه فائدة غير أن الخطوات ستتباعد أكثر مما كانت متباعدة أصلاً! الشخص الذي نلجأ إليه لحلّ مشكلة يجب أن يكون أولاً غير مستفيد من بقاء هذه المشكلة!كان أحد الجزارين يطرق بالفأس على عظمة فخذ البقرة ليكسرها، فتطايرت منها قطع صغيرة دخلت إحداها في عينه، فقصد طبيب القرية الوحيد الذي عرف المشكلة منذ أول لحظة، ولكنه أعطى الجزار قطرةً ليستخدمها وأمره أن يراجعه كل يومين!وبالفعل كان الجزار يحضر كل يومين حاملاً معه اللحم إلى الطبيب، فكان يجدد له العلاج الذي لم يكن علاجاً أصلاً.وبعد فترة جاء الجزار إلى الطبيب فلم يجده، ووجد ابنه الذي يدرس الطب أيضاً، فألقى الابن نظرةً سريعة في عين الجزار، وقال له: مشكلتك بسيطة، وقام بانتزاع العظمة من عينه.عندما حضر الأب، أخبره ابنه بما حدث، فقال الأب لابنه: أرني كيف ستأكل اللحم بعد اليوم!

copy short url   نسخ
09/06/2022
245