+ A
A -
في زمن العز والمجد والسلام والأمن قالت فتاة جميلة فاتنة التقيتها في منزل واعظة عربية: خذني إلى حلب..!!
ومن أكون حتى اصطحبك إلى حلب؟!..
سألت تلك الفتاة.. فهل أنا السبب؟!
في ما أصابك وأصاب العرب!
.. قالت.. أعدني إلى حلب قبل أن يلتهمها اللهب.. قالت تلك الفتاة التي روت لي حكايتها «الراقصة التائبة» سنية سنونو.. التي سبق وأن كتبت فيها مقالا تحت عنوان «واعظ في ملهى.. وراقصة تتوب!!».
وهي التي كانت طالبة في الجامعة الأميركية حين مات والداها وشقيقها الوحيد في حادث سيارة ووجدت نفسها وحيدة على مدرجة الخطوب.. فامتهنت الرقص لكي تعيش.. ولأن والدها كان شيخا.. انتظرت فرصة لكي تتوب فألقت بنفسها أمام رجل إفتاء سابق ووافق وعرضت عليه أن يتزوجها فوافق.. لتتحول إلى واعظة..
عندما زرتها باحثا عن سكن.. قرعت الباب وكان برفقتي «سمسار» العقارات «أبو صبحي» أجابني من خلف الباب صوت طفولي: من الطارق؟ أجبت: باحث عن سكن فدعاه السمسار لكي يفتح الباب.. فقال انتظر قليلا حتى أخلي غرفة الجلوس من «الحريم» والدتي.
فتح الباب، طفل في السادسة جميل يتحدث العربية الفصحى بطلاقة طلب منا الانتظار إلى ان ترتدي والدته ملابسها، جاءت.. جلست.. وقالت: لا خير في مجلس لا يذكر فيه اسم الله والصلاة والسلام على رسوله وبعد الفاتحة.. سلمتني مفتاح الشقة، وقالت إذا اعجبتك عد لتكتب العقد.. وقبل أن نوقع قالت: لا بد أن أعرفك، وتعرفني، حدثتها عن نفسي، وقالت: أنا «سنية» وهذه حكايتي، عندما قلت لفضيلة الشيخ أنقذني.. عرض علي الزواج، فوافقت دون تردد. وانجبت منه هذا الولد، وانا الآن اعمل واعظة في السجن وألقي محاضرات في الفضيلة.. فما بين الكفر والتوبة شعرة، وتوبتي بإذن الله ستشفع لي أيام جهلي.. استمعت باصغاء إلى فضائل التوبة وما أكرمها الله به.
فسلام اليها حية على أرض، أو في قبر.. فقد كانت كلماتها نورا لي.. وتجربتها أحق أن تسجل في موقع آخر وأشمل.
بعد أن توطدت علاقتنا عرضت علي حكاية فتاة مسلمة من حلب خطفها ملحد ليقوم بتشغيلها في بيع الجسد. فهربت منه وسلمت نفسها للسجن الذي أودعها بيت الواعظة.. التي فاجأتني وقالت: خذني إلى حلب لأقدم رقبتي لوالدي فالموت أهون علي من أن أبقى مع رجل لا يخاف الله..
نساء حلب.. الآن من يعيدهن إلى حلب.. رجال حلب من يعيدهم إلى حلب.. والليل.. أنت وأنا السبب..
نبضة أخيرة
عيناك سفر.. وشاطئهما مهد للباحثين عن الأمان
بقلم : سمير البرغوثي
ومن أكون حتى اصطحبك إلى حلب؟!..
سألت تلك الفتاة.. فهل أنا السبب؟!
في ما أصابك وأصاب العرب!
.. قالت.. أعدني إلى حلب قبل أن يلتهمها اللهب.. قالت تلك الفتاة التي روت لي حكايتها «الراقصة التائبة» سنية سنونو.. التي سبق وأن كتبت فيها مقالا تحت عنوان «واعظ في ملهى.. وراقصة تتوب!!».
وهي التي كانت طالبة في الجامعة الأميركية حين مات والداها وشقيقها الوحيد في حادث سيارة ووجدت نفسها وحيدة على مدرجة الخطوب.. فامتهنت الرقص لكي تعيش.. ولأن والدها كان شيخا.. انتظرت فرصة لكي تتوب فألقت بنفسها أمام رجل إفتاء سابق ووافق وعرضت عليه أن يتزوجها فوافق.. لتتحول إلى واعظة..
عندما زرتها باحثا عن سكن.. قرعت الباب وكان برفقتي «سمسار» العقارات «أبو صبحي» أجابني من خلف الباب صوت طفولي: من الطارق؟ أجبت: باحث عن سكن فدعاه السمسار لكي يفتح الباب.. فقال انتظر قليلا حتى أخلي غرفة الجلوس من «الحريم» والدتي.
فتح الباب، طفل في السادسة جميل يتحدث العربية الفصحى بطلاقة طلب منا الانتظار إلى ان ترتدي والدته ملابسها، جاءت.. جلست.. وقالت: لا خير في مجلس لا يذكر فيه اسم الله والصلاة والسلام على رسوله وبعد الفاتحة.. سلمتني مفتاح الشقة، وقالت إذا اعجبتك عد لتكتب العقد.. وقبل أن نوقع قالت: لا بد أن أعرفك، وتعرفني، حدثتها عن نفسي، وقالت: أنا «سنية» وهذه حكايتي، عندما قلت لفضيلة الشيخ أنقذني.. عرض علي الزواج، فوافقت دون تردد. وانجبت منه هذا الولد، وانا الآن اعمل واعظة في السجن وألقي محاضرات في الفضيلة.. فما بين الكفر والتوبة شعرة، وتوبتي بإذن الله ستشفع لي أيام جهلي.. استمعت باصغاء إلى فضائل التوبة وما أكرمها الله به.
فسلام اليها حية على أرض، أو في قبر.. فقد كانت كلماتها نورا لي.. وتجربتها أحق أن تسجل في موقع آخر وأشمل.
بعد أن توطدت علاقتنا عرضت علي حكاية فتاة مسلمة من حلب خطفها ملحد ليقوم بتشغيلها في بيع الجسد. فهربت منه وسلمت نفسها للسجن الذي أودعها بيت الواعظة.. التي فاجأتني وقالت: خذني إلى حلب لأقدم رقبتي لوالدي فالموت أهون علي من أن أبقى مع رجل لا يخاف الله..
نساء حلب.. الآن من يعيدهن إلى حلب.. رجال حلب من يعيدهم إلى حلب.. والليل.. أنت وأنا السبب..
نبضة أخيرة
عيناك سفر.. وشاطئهما مهد للباحثين عن الأمان
بقلم : سمير البرغوثي