هي بطولة تاريخية، وستبقى في الذاكرة، مميزة وناجحة، بطولة مختلفة كليا، وأرقاما قياسية حققتها، واليوم نودعها وتودعها ملايين من الشعوب، المحبة لكرة القدم، ولكن دولة قطر لن تودعها، بل جعلتها مناسبة تبقى في الذاكرة القطرية والعربية، ليكون مسك الختام لأروع بطولة لكأس العالم FIFA في قطر مع احتفالها باليوم الوطني المجيد.
اليوم وصلنا للختام وخط النهاية، لبطولة اتحد فيها كل العرب خلف المنتخبات العربية المشاركة، وخلف أسود الأطلس سامبا العرب، الذين أبهروا العالم بمستوياتهم الرائعة والأداء القوي مع منتخبات كبرى عالمية، واليوم نرفع القبعة للمنتخب المغربي الذي أصبح من الكبار الأربعة..!
فعلت قطر المستحيل، وحوّلت الحلم إلى حقيقة، وأصبحت دولة مكتملة البنيان في عهد أميرها الشاب وقيادته الحكيمة، فنالت دوحة الخير، الإعجاب والتصفيق والإشادة ورضى الشعوب والساسة ورجال الإعلام والصحافة، ونجوم الكرة ومحللي القنوات وكتاب الرأي والتحليل، فقد حققت الأهداف والطموح، وأصبحت البطولة على كل لسان تابعها ملايين من الشعوب، لتصل قطر كل بيت في العالم، إنه النجاح الكبير، فبورك لكم من القلب للقلب على التنظيم والاستقبال والنجاح وعلى كل ما قدمتموه في هذه البطولة الاستثنائية الرائعة.
واليوم، يكون الاحتفال أكبر وأعمق، اليوم 18 ديسمبر تحتفل دولة قطر بيومها الوطني السعيد، وبيومها الرياضي الدولي الكبير، ليكون الاحتقال هذا العام مختلفا ومتميزا لكونه يشهد ختام كأس العالم قطر 2022، مع احتفالات في كافة ربوع قطر، ليشهد العالم ويتذكر هذه البطولة العالمية التي حطمت فيها قطر كل الأرقام، وحققت المنتخبات الكثير من المفاجآت، وسيتعب من سيأتي بعد قطر في التنظيم لأنها استثائية ومميزة في كافة الجوانب.!
كنت أتمنى ان تستمر البطولة، وأن تنظم قطر البطولة القادمة، ولكن كلنا يعرف ويعلم لا بد من التدوير، وغدا سيكون لقطر الأحقية في تنظيم الألعاب الأولمبية الدولية.
حقا اختيار موفق، أن يكون احتفال قطر باليوم الوطني، في هذا اليوم، يحمل الكثير من التميز والفعاليات، فهو يتزامن مع ختام كأس العالم FIFA قطر 2022، بين منتخبين الأول يحمل اللقب العالمي منتخب فرنسا والآخر منتخب يسعى لتحقيق النجمة الثالثة وهو منتخب الأرجنتين بقيادة ميسي الذي يسعى لعناق ورفع الكأس في الدوحة، والاعتزال بحدث عالمي وبلقب يخلده كما خلد الأسطورة مارادونا.!.
نجاح قطر، هو نجاح لكل العرب، الذين توحدوا في دوحة الخير خلف المنتخب المغربي الذهبي، ونجاح قطر كان رسالة بأن النجاح والتنظيم لا يقاس بحجم الدول أو عدد السكان، بل بالاتحاد والتصميم يتحقق النجاح، لذا كان اختيار صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني شعار اليوم الوطني «وحدتنا مصدر قوتنا»، ذا دلالة حقيقية ورسالة، بأن تضامننا ووحدتنا من حقق هذه النجاحات الكبيرة الوطنية والرياضية.
وهذه الوحدة تبدّت في أبهى صورها بجهود أبناء قطر أولا، ومن ثم بفضل كل من شارك وأسهم من متطوعين وغيرهم في تقديم نسخة فريدة ومتميزة لكأس العالم، ليكون الشعار صادقا ومعبرا وهادفا ومعززا لنجاحات كثيرة حققتها دولة قطر في الفترة الماضية في جميع المجالات.
اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز، كأمة عربية وإسلامية، بنجاح بطولة كأس العالم في قطر الشقيقة، ونشعر أننا قادرون على رؤية كأس العالم مرة أخرى في المنطقة العربية بعد عشر سنوات، فالإبهار الرائع الذي تحقق على أرض دوحة الخير، سيبقى خالدا في الذاكرة، سيتذكره نجوم السعودية بعد أدائهم المميز أمام ميسي، والمرابط ونجوم الأطلس وما حققوه في البطولة فلا مستحيل مع المغرب ولا مستحيل لأي منتخب بعد مونديال قطر، والتي فاجأت العالم بنسخة مذهلة من كأس العالم لا تنسى ولن تتكرر قريبا.!.
ها هي قطر الدولة الصغيرة جغرافيا غدت كبيرة في نظر العالم، ودخلت كل بيت وقرية ومدينة وشارع في شتى بقاع الأرض، وأيقونة تتردد على كل لسان، يعرفها القاصي والداني من اليابان للمغرب وأوسع من ذلك، وأصبح طيرانها الأوسع انتشارا والأكثر تحليقا في السماء، ومطارها الأكثر استقبالا للشعوب على الأرض ومن كافة الأقطار والاجناس.
مضت الأيام سريعا بكل ما حملته من مفاجآت ونتائج وأخبار، وتحققت الأهداف المرسومة للبطولة من كافة الجوانب، والتعريف بثقافتنا وديننا وتراثنا العربي، فرحل من رحل بالدموع والحسرة، ولكن الشعب القطري هو الوحيد الذي عليه أن يفرح فازدانت قطر، ليكون الختام أفراحا ومسرات وعيدا وطنيا مختلفا، فالكل فائز وسعيد بما تحقق، ومونديال قطر 2022 لن يتكرر بمثل هذا النقاء والتميز والتنظيم، «فوحدتنا سر قوتنا يا عرب»، والله من وراء القصد.
د. أحمد بن سالم باتميره كاتب وصحفي عماني
batamira@hotmail.com