التحذيرات من مغبة تجاهل تداعيات الأوضاع المأساوية التي ظل الشعب السوري يتعرض لها لم تتوقف، وعلى مدى الفترة الماضية من عمر الأزمة السورية، فإن جهودا كبيرة بذلت بإخلاص تام من قبل العديد من دول العالم، وفي مقدمتها دولة قطر، للتذكير بأهمية اتباع وسيلة صحيحة وصائبة لمعالجة الأزمة بالشكل الذي يعبر عن تطلعات الشعب السوري المشروعة، فقد عملت دولة قطر، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بإخلاص وأمانة، على مدى السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية، يحدوها الأمل في أن يتم الاحتكام إلى الضمير الإنساني الحق، والبعد عن أية متاجرة بقضية الشعب السوري، من قبل أي طرف من الأطراف الإقليمية أو الدولية.
ونقول حاليا إن واقع المأساة بات يتطلب أن تعتمد مؤسسات الشرعية الدولية أسلوبا عمليا فاعلا لتدارك التقصير الفادح بحق الشعب السوري، وهنا ننوه بأنه لا تزال العديد من تصريحات كبار قادة العالم تتردد شاهدا على فداحة الجرائم التي ارتكبها النظام، وتزامن ذلك مع التقصير والعجز الدوليين عن أبسط التحركات لتضميد جراح السوريين. ونتذكر أن بان كي مون الأمين العام الأممي قد ردد مقولة تشف عن الاعتراف بالتقصير الدولي الواضح تجاه مأساة الشعب السوري، قائلا في تعليق له بشأن مجازر النظام في حلب: «إن التاريخ لن يغفر لنا».
إن مجمل هذه التداعيات تفرض حاليا أن يتبلور واقع سياسي ودبلوماسي دولي فاعل لإنهاء هذه الأزمة غير المسبوقة التي دفع الشعب السوري ثمنها غاليا.