يقول دبلوماسي عربي:
عندما زرنا رئيس وزراء كندا قال: أنتم العرب دينكم الأكثرية إسلام، لغتكم العربية واحدة، عاداتكم عائلاتكم، أنتم 450 مليون توحدهم هذه الصفات، أما عندي في كندا 30 مليون إنسان، لا لغتهم واحدة، ولا دينهم ولا عاداتهم.. لكننا توحدنا تحت حب الوطن كندا. وتحت علم واحد.
يقول السفير هززت رأسي وكدت أذوب في مقعدي، هل أقول له نحن لنا 21 علما و21 سلاما وطنيا ومثلهم جيوشا.. ولم توحدنا الضاد ولا الدين وفرقتنا الحدود.. جزا الله مبتكر (هيا)، القطرية خيرا فهي مشروع وحدوي، فقد أشعرتنا أننا وطن واحد وبلا حدود.
وضعت يدي على خدي وذهبت بعيدا إلى حقبة العقد الثاني من القرن العشرين والحرب العالمية الأولى تشتعل وأمامي ثلة من المفكرين المتنورين يستوحون علما جديدا للأمة العربية من شعر صفي الدين الحلي بعد ان تلقى ساستهم وعودا من انجلترا وفرنسا صانعتي وعد سايكس - بيكو.
وصدّق العرب بالوعد لاستقلال دولهم.. حتى وضعوا نشيدا للأمة وفيه مكونات العلم العربي:
بيض صنائعنا، سود وقائعنا
خُضر مرابعنا حمر مواضينا
لا يظهر العجز منا دون نيل منى
ولو رأينا المنايا في أَمانينا
ومطلع هذه القصيدة:
سلي الرِّماح العوالي عن معالينا
واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
نعم بات لنا علم من هذه الالوان لكن لكل دولة علمها مع تشكيل موقع الالوان ليكون هناك اختلاف حتى يبقى الخلاف في الاعلام تأكيدا على أننا نقر معاهدة سايكس وبيكو.. وهذا القرار الاستعماري لا يزيحه الا مستعمر جديد.. اذا بقينا امة بلغة واحدة وعشرين علما..
فهل هناك من يوحد العلم مع كل استحقاقاته قبل أن يكون الظالمون هم الكافرون ولا رحمة للإنسان أبي الضاد؟!!