+ A
A -
قال الحاخام.. أرض فلسطين هي أرض الميعاد.. هي أرض اسرائيل (يعقوب بن اسحق ابن ابراهيم) عليهم السلام.. واسرائيل والد يوسف عليه السلام.. الذي ذهب إلى مصر واصبح فيها معززا مكرما وجاء بأمه وأبيه من صحراء فلسطين البدو ورفعهما على عرش مصر وخروا سجدا لله سبحانه.. سأله صحفي مطلع قائلا: يا حضرة الحاخام هل تجيبني على سؤال. قال: بكل رحب وسعة.. هل تؤمن أن التاريخ أولا.. أم الدين أولا؟
سكت الحاخام وأطرق مفكرا ثم أجاب: وما علاقة التاريخ والدين بأرض الميعاد.. قال الصحفي: علاقة وطيدة.. فالله سبحانه يقول «..أن الأرض يرثها عبادي الصالحون»، فابتسم الحاخام وظن أنه سوف ينتصر على الصحفي وقال: التاريخ.. أولا.. فوالدنا إبراهيم عليه السلام هو من جاء إلى فلسطين وهو من أقام فيها، وفيها أنجب اسحق من أمنا سارة بعد أن بلغ من العمر عتيا..
ابتسم الصحفي.. وبات وشيكا أن ينتصر على الحاخام.. وسأله هل سفر «اشعيا تم تحريفه؟»
وكاد الحاخام أن يجن.. ماذا يقصد هذا الصحفي.. وما علاقة سفر أشعيا بارض الميعاد؟.. تساءل الحاخام!
قال الصحفي: علاقة وطيدة ومهمة.. ففي المادة (...) في الصفحة (...) يقول أشعيا.. عندما «توفيت سارة ذهب سيدنا ابراهيم إلى ملك الكنعانيين «الصادق ملكي».. وطلب منه شراء ارض لحفر قبر لسارة.. فباعه أرضا بجوار الحرم الابراهيمي بـ 35 شاقلا.. والشاقل هو العملة الاسرائيلية الآن.. - وقد كانت عملة الكنعانيين.. وقد استولوا عليها كما استولو على ثوب الفلسطيني وعلى تراثه وأرضه- فأرض الميعاد هي مساحة قبر أم المؤمنين سارة فاهلا بها في ارضنا أما أنتم فلا أرض لكم إلا ما اشتريتموه من التجار والسماسرة والقناصلة.. ولا يشكل سوى القليل من مساحة فلسطين التاريخية.. وإن شئت خذ قبر سارة إلى أين ما تريد واتركوا لنا فلسطين فهي لا تشبهكم لا في ارضها ولا في نباتها ولا في جبالها ولا في بيوتها.. ولا في زعترها ولا ميرميتها ولا زيتها..
شعر بالانتصار لان التاريخ أولا.. ونحن أقدم من ابراهيم عليه السلام وهو نبي لنا ونبي لكم واسحاق نبي لنا ولكم ويعقوب نبي لنا ولكم.. لكن ابناء يعقوب الذي ألقوا يوسف في الجب وما فعلوه في ألمانيا، وما يفعلونه في العالم..هذه الارض المقدسة ليست لهم.. وكان صفرانيوس محقا.. حين طلب عدم سكناهم فيها..
نبضة أخيرة
من جبين الوفاء استوحي الحكاية.. والحروف تبين عن أسرار لا يفهمها إلا من خبر الحرف.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/12/2016
1093