+ A
A -
لا يزال العالم، مرعوبا من الإرهاب، الذي بات يضرب - تقريبا- في كل قارات الدنيا.. ولا يزال فاشلا في مواجهته، بعد كل تلكم السنين من إعلان الحرب عليه، ومنازلته في كل مكان.
يقتل إرهابي، وقبل أن يجف دمه، تنبت الأرض إرهابيا آخر.. ولو وقف هذا العالم، أمام هذه الظاهرة، لكان قد استخلص الأسباب: أسباب فشله في القضاء نهائيا على الإرهابيين.. ولكان قد جنح إلى دراسة هذه الأسباب دراسة عميقة، ومعالجتها بفهم وانضباط.
الإرهاب نتيجة، وليس مقدمة. هو نتيجة الظلم الفادح، والفقر، ومن الفقر ماهو روحي.. وهو نتيجة لغياب الديمقراطية، وقيم المساواة في توزيع السلطة والثروة.. وهو نتيجة للبطالة، والحرمان، والأمية، وانسداد الأفق أمام قطاعات مجتمعية واسعة.
تلك رؤية كل الذين يرون أن النيران لا تسكت نيرانا، ومن هنا فإن السلاح - وحده- في مواجهة الإرهاب، يبقى سلاحا مشلولا إلى حد كبير، في غياب معالجة الأسباب الحقيقية، التي كانت- ولا تزال- وراء هذه الظاهرة المتوحشة، التي لها أكثر من سبع أرواح.
يحمد لقطر أنها سجلت منذ أول يوم لبروز هذه الظاهرة، موقفها الرافض لها، والمندد، والمنازل- انطلاقا من قيم دينها وأعرافها وإنسانيتها- لكن مما يحمد لها اكثر، أنها من اوائل الدول التي ارتفع صوتها في كافة المحافل، مناديا بحتمية دراسة الأسباب، وقطعها من جذورها.. ومما يحمد لها أنها ظلت تثابر بفكرها وتخطيطها ومالها، لمعالجة تلك الأسباب، خاصة في أوساط الشباب.. أجيال المستقبل العالمي.
ليت العالم، يبدأ في معالجة أسباب التشدد والإرهاب.
copy short url   نسخ
22/12/2016
473