+ A
A -
تربيت على برنامج «لغتنا الجميلة» للراحل الأديب الشاعر والإعلامي المصري فارق شوشة (17 فبراير 1936 - 13 محرم 1438 هـ / 14 أكتوبر 2016)، رحمه الله واسكنه فسيح جناته فهو الذي حبب إلينا هذه اللغة وبتنا نردد بيت الشعر أن البحر في أحشائه.. الذي كان يستهل به برنامجه الذي ابتدأ في العام 1967 عام النكسة وتابعناه من عمان ودمشق وبغداد وبيروت والكويت وكل العواصم التي كان صوت العرب يصل اليها.
حوارات مع أدباء وشعراء غوص في المعاني عرض لأهم الكتب الجميلة بلغة جميلة.. وكم تمنيت أن يأتي بعده من يواصل برنامجه فقد كان مدرسة بحق..
لا اخفي أنني خفت في فترة من الفترات على اللغة العربية من الضياع بعد أن بت أرى الأسر تتسابق لإلحاق أبنائها في مدارس تعلم اللغة الثانية فقط.. باتوا يتباهون ان أطفالهم يتحدثون الانجليزية أو الفرنسية، ولا تعيين إلا لمن يجيد الانجليزية.. بل كان امتحان اللغة الانجليزية امتحان رسوب ونجاح للقبول في الوظيفة،
وقطر السباقة في الحفاظ على التراث والتي اقامت مسابقة فصيح العرب ورأينا في هذه المسابقة من جمال للمتسابقين العرب.. تبدأ عجلة العودة للغة العربية تدور وبسرعة فباتت اللغة الرسمية للمراسلات في الجامعة الوطنية وفي المؤسسات والوزرات، ومجلس الوزراء يستعرض مشروع قانون للغة العربية.. وهذه خطوات نأمل أن تحذو حذوها جميع الدول العربية.. فلغتنا بها وصلنا إلى العزة والمجد في دولتنا الإسلامية الاولي والثانية والثالثة والرابعة.. ولم نضعف الا بعد أن دخلت الفارسية ثم الانجليزية.. وغيرهما..
نعم لتكن عودتنا للغة العربية الطريق نحو العودة إلى غابر مجد أضعناه في زحمة الركض لإرضاء من استعمرنا من فرنسي وانجليزي وايطالي ولتدرس قصيدة حافظ إبراهيم في جميع المراحل ففيها حكاية لغة قوية تبني الروح والإنسان والتي يقول فيها
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
نبضة أخيرة
حفرتك على جدار القلب فحروفك تعلم الضاد لمن أضاع البرامكة لغته..
بقلم : سمير البرغوثي
حوارات مع أدباء وشعراء غوص في المعاني عرض لأهم الكتب الجميلة بلغة جميلة.. وكم تمنيت أن يأتي بعده من يواصل برنامجه فقد كان مدرسة بحق..
لا اخفي أنني خفت في فترة من الفترات على اللغة العربية من الضياع بعد أن بت أرى الأسر تتسابق لإلحاق أبنائها في مدارس تعلم اللغة الثانية فقط.. باتوا يتباهون ان أطفالهم يتحدثون الانجليزية أو الفرنسية، ولا تعيين إلا لمن يجيد الانجليزية.. بل كان امتحان اللغة الانجليزية امتحان رسوب ونجاح للقبول في الوظيفة،
وقطر السباقة في الحفاظ على التراث والتي اقامت مسابقة فصيح العرب ورأينا في هذه المسابقة من جمال للمتسابقين العرب.. تبدأ عجلة العودة للغة العربية تدور وبسرعة فباتت اللغة الرسمية للمراسلات في الجامعة الوطنية وفي المؤسسات والوزرات، ومجلس الوزراء يستعرض مشروع قانون للغة العربية.. وهذه خطوات نأمل أن تحذو حذوها جميع الدول العربية.. فلغتنا بها وصلنا إلى العزة والمجد في دولتنا الإسلامية الاولي والثانية والثالثة والرابعة.. ولم نضعف الا بعد أن دخلت الفارسية ثم الانجليزية.. وغيرهما..
نعم لتكن عودتنا للغة العربية الطريق نحو العودة إلى غابر مجد أضعناه في زحمة الركض لإرضاء من استعمرنا من فرنسي وانجليزي وايطالي ولتدرس قصيدة حافظ إبراهيم في جميع المراحل ففيها حكاية لغة قوية تبني الروح والإنسان والتي يقول فيها
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي
وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني
عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي
رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
نبضة أخيرة
حفرتك على جدار القلب فحروفك تعلم الضاد لمن أضاع البرامكة لغته..
بقلم : سمير البرغوثي
