+ A
A -
أسرع رجل الإطفاء ليرد على هاتف الطوارئ
على الطرف الآخر فتاة تقول: نار.. نار.. نار..
العنوان (6و54 مكرر 42)، قرع رجل الاطفاء جرس الانذار.. هرول المنقذون إلى سياراتهم واطلقوا ابواق صافراتهم، وصلوا إلى العنوان،وجدوا فتاة مراهقة، فقالت: النار في قلبي.. وأنا معجبة بأسلوبكم في اطفاء الحرائق، عاد رجال المطافئ منكسين رؤوسهم فقد انطلت عليهم «المشاكسة» وتوالت الاتصالات من مراهقات مدينة «ثين» الهندية، وسجلت إدارة الاطفاء «70» بلاغا عن حريق في القلب، وقد اضطرت الإدارة إلى رفع شكوى على «المتصلات» السبعين لأنهن ضللن رجال الاطفاء، وانهم لم يستجيبوا لنداء استغاثة حقيقي من سيدة أتت النيران على بيتها، حيث اعتبر رجال الاطفاء اتصالها من ضمن المشاكسات.
الفتيات صاحبات القلوب المحترقة كثر على امتداد العالم.. احداهن اتصلت بصحفي ناشئ، وقالت له: هل يمكنك ان تأتي لاطفاء الحريق المشتعل في قلبي. هب الصحفي.. ليجد نفسه بعد ساعتين في مركز الشرطة بتهمة دخول منزل للسرقة. بعد ان ضبطه والد الفتاة يتجول داخل المنزل يفكر في طريقة يطفئ بها النار في قلب الفتاة.
الصحفي إياه، نال ثلاثة أشهر سجنا بعد ان اعترفت الفتاة بأنها هي التي استدعته لاطفاء حريق قلبها.. الصحفي نفسه تلقى اتصالا هاتفيا من مشاكسة محترقة، فأحال اتصالها على الفور إلى مركز الشرطة فرد عليها احد «الاغرار» فأسرع لاطفاء الحريق.. ليجد نفسه في منزل رئيسه في العمل، فسجن، وفصل من عمله وتحول إلى متسول.
«صاحبات القلوب المحترقة» يحرقن من يلبي النداء.. وهن عادة من المراهقات الجاهلات اللواتي لا يعرفن عواقب الآتي.. واللوم ليس عليهن وحدهن، وإنما على الاسرة التي تترك المواد الجاهزة للاشتعال والمساعدة على اندلاع الحرائق في متناول ايديهن.
احداهن تقول: لقد شعرت بالحريق بعد ان شاهدت فيلما على قناة اوروبية، وأخرى تقول: لقد ولع قلبي بعد «محادثة الكترونية»، وثالثة تقول لقد دبت النار في شراييني، بعد مطالعتي مجلة «مستوردة» من بلاد اسكندنافيا.. ومن بعد نترك مواد الاشتعال بحوزة الابناء.. ومن ثم نقول: نحن نثق بأنهم على قدر المسؤولية.
نبضة أخيرة
راقبوا النيران في منازلكم حتى لا تكوي ابرياء من رجال الاعلام وامن واطفاء..
وسلامتكم.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
23/12/2016
3141