شكرا أميركا.. لأول مرة في تاريخك تقفين على الحياد في قضية تخص شعبي الفلسطيني وتمتنعين عن استخدام حق الفيتو.. ضد قرار يدين الاستيطان الصهيوني في الاراضي المحتلة عام 1967 فأنت ترين الحق.. لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة.. لم تر هذا الحق.. فضاع عمرنا ننتظر السلام لنعود إلى بلادنا بسلام.. وليس مهما من يحكمها المهم أن تكون بلادنا ولنا حق فيها سواء في الاراضي المحتلة عام 1948 أو التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 فمنذ النكبة مضت 67 سنة وعلى مدى هذه السنين وأنت تتخذين الفيتو تلو الفيتو.. لأن الصهيوني يتحكم في مفاتيح القادمين إلى البيت الأبيض.. حتى تضخمت اسرائيل وباتت أكبر من أميركا وأكبر من مجلس الأمن.. ليأتي قرار اسرائيل بقيادة نتانياهو ابن بروكلين لاحقا والسودان سابقا برفض قرار مجلس الأمن لأنه يعرف ألا احد سوف يجبره على تنفيذه.. ولا تهمه مخالفة القانون الدولي.. فهو رئيس دولة خارجة عن القانون وترى نفسها فوق القانون.
نعم رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورحبت منظمة التعاون الإسلامي ورحبت الفصائل الفلسطينية بقرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.. ورحب رئيس البرلمان العربي بالقرار. لكن نتانياهو يعتمد على تحت الطاولة.. وما جرى تحت الطاولة شجع نتانياهو على رفض القرار والى استدعاء سفيريه من السنغال ونيوزيلندا احتجاجا على القرار والى إلغاء الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السنغالي لإسرائيل التي كان من المزمع القيام بها بعد ثلاثة أسابيع من الآن.
السنغال وماليزيا وفنزويلا ونيوزلندا، شكرا لتبني هذا القرار لرفع الاحراج الذي وقع فيه مندوب مصر الذي انصاع لقيادته في القاهرة وطالب بإلغاء قرار سبق وان شارك في رفعه وقد ذاب خلف مقعده وبدأ يتحدث عن إنجازات مصر لصالح قضايا الأمم ولم يجد أمامه الا أن يوافق على القرار بعد أن رأى أنه سيحصل على الإجماع وان أميركا امتنعت عن استخدام «الفيتو». شكرا للأربع عشرة دولة من اصل خمس عشرة للتصويت على القرار الذي سيكون سابقة في مجلس الأمن وأن رفضته اسرائيل لكنه يعطي صورة للأميركي أن اسرائيل الآن على طريق النهاية.. وان البديل لها بدأ تجهيزه.. هو ما يجب على الأمة الإسلامية الانتباه له.. فعودة إيران شرطيا لأميركا سيكون بوجه مختلف ففي زمن الشاه كان حاكما علمانيا.. أما زمن قم فهو ايديولوجي سيعيد الازهر إلى الفاطمية.. والأقصى حسينية..
نبضة أخيرة
بين النبض والنبض عهد.. سيبقى وان استبد الوجد!

بقلم : سمير البرغوثي