انتهت كأس العالم وحققت قطر من النجاحات ومن الانتصارات ما لم تحققه أية دولة عربية على كل الأصعدة رغم العراقيل والتحديات ورغم حملات التشويه والتشهير.
لم تتوقف حملات التشهير ضد قطر ولن يغفر لها أعداء النجاح ما حققته من فوز ومن إبهار خلال الأسابيع القليلة الماضية في كأس العالم وهو الأمر الذي يفسر الحملة الشرسة التي تقودها أذرع عالمية ضد الدوحة.
بالأمس القريب كان ملف الإرهاب ثم حقوق الإنسان ثم ظروف العمال ثم حقوق الشواذ ثم الأخطار المناخية ثم نادي باريس سان جرمان وصولا اليوم إلى اتهام قطر في ملف البرلمان الأوروبي.
لن تكون هذه الحلقة آخر حلقات التشويه والتشهير ولن يتوقف الحاقدون في المشرق والمغرب عن سعيهم الدؤوب إلى إيقاف القاطرة القطرية ومنعها من بلوغ غايتها.
لم يقدم أعداء قطر إلى اليوم ومنذ أكثر من عقد دليلا ماديا واحدا عن تورط الدوحة في هذا الملف أو ذاك بل هي اتهامات وأراجيف تجمعها أذرع إعلامية معلومة وتطلقها دفعة واحدة بأوامر عليا في توقيت واحد وحسب نسق واحد.
ليس مستغربا أن تبلغ الهجمة الإعلامية على الدوحة أوجها خلال كأس العالم وليس مصادفة أن تنفجر كل الملفات الملفقة أياما قبل المباراة النهائية بل هي خطة مرسومة بدقة متناهية انتهت كغيرها إلى الفشل الذريع. في الغرب صانع الأكاذيب والأراجيف لم يعد يصدّق عاقل أكاذيب إعلام العار الذي يعرفونه وهم يدركون أن اتهام قطر الأخير في البرلمان الأوروبي ليس إلا عمود الدخان الذي يحاول التعتيم عن مشاكل الفساد الحقيقية داخل المؤسسة الأوروبية والتي تتورط فيها دول أوروبية بعينها تحاول الاختباء وراء الشماعة القطرية.
يرى كثيرون أن الدوحة مدعوّة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى مراجعة سياسة التسامح وغض النظر والتغاضي عن الإساءات التي لن تتوقف ما دامت الدوحة على هذا القدر من التسامح والصفح. لقد برهنت قطر طوال أكثر من عقد من الزمان على برودة أعصاب وهدوء سياسي ودبلوماسية راقية وتعاملت مع كل من أساء إليها بنبل عربي وبكرم حاتمي لكن يبدو أن ردة الفعل القطرية هذه قد أسيء فهمها وتقديرها.
بعد كأس العالم لن يكون الموقف القطري من مختلف التحديات التي سبقت مماثلا لما كان قبله، بل إن الدوحة مقدِمة على مشاريع ضخمة ستعيد عبرها قراءة صيغ التعامل مع الآخر، وهي الصيغ التي ستكون قادرة على وضع حدّ نهائي للحملات الإعلامية ضد قطر وضد شعبها[email protected]