التضامن الخليجي، مع الأشقاء في سوريا، والاصطفاف إلى جانبهم، في نضالهم ضد الاستبداد، ليس فقط قرارا سياسيا، اتخذته القيادات بدوافع أخلاقية، وإنما هو أيضا قرار شعبي، لدول مجلس التعاون. هذا ما تؤكده تلك الفزعة الخليجية لإغاثة الأشقاء الذين هجروا، عن وطنهم وديارهم وممتلكاتهم، من مدينة حلب السورية.
قطر والقطريون كانوا أول الملبين، فعندما دعا داعي الإنسانية، إلى مد يد العون والمساعدة، للأشقاء في حلب، حوّل القطريون، احتفالاتهم إلى تلبية إنسانية، لمسح آلام الأشقاء، والتخفيف من معاناتهم، فقال القطريون لحلب «لبيه»، وكانت تلك التبرعات السخية، ومئات الملايين التي قدمها القطريون إلى أشقائهم.
وبنفس الفزعة الإنسانية، يهب الأشقاء الآن في المملكة العربية السعودية، للتلبية والتبرع لإغاثة المهجرين السوريين. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أمر بإطلاق حملة لإغاثة الشعب السوري، كان أول الملبين والمتبرعين، حيث وجه بتخصيص مائة مليون ريال لهذه الحملة.
الحملة السعودية، التي دعمتها هيئة كبار العلماء في المملكة، لاقت آذانا صاغية، وايدي ممدودة بالعطاء من قبل الأشقاء، وهو ما يؤكد على عدد من القيم المهمة، لعل أولاها، ما سبق الحديث عنه، من أن التضامن الخليجي مع الشعب السوري الشقيق، هو قرار سياسي وشعبي، والثانية، أن يد الخير الخليجية، تمتد دائما لكل من يحتاجها، من الأشقاء العرب والمسلمين، بل ومن أي بقعة في العالم.

بقلم : رأي الوطن