ذهبت إلى آخر نقطة في الخريطة القطرية.. الرويس وجلست على شاطئ هذه المدينة الهادئة التي تجاور مدينتي الشمال وابو ظلوف حيث تتمدد المدن الثلاث بهدوء على البحر الذي يلقي بأمواجه المتعبة من رحلتها عبر المحيط على شواطئها ومن صوتها الهادئ بارتطامها بالساحل تشعر كم بذلت من جهد وهي تعبر المحيط فالخليج لتلقي بما حملت على الشاطئ وما تلقيه هو قليل من سمك نافق أو بقايا بحارة ألقيت في البحر.. فيما البحر المتوسط يلقي بجثث أطفال سوريين غرفوا في رحلة الهروب من الموت بالقنابل المتفجرة والذبح بالسكاكين الطائفية المبعثرة
وجهت مرصدي إلى عام 2017 المقبل علينا وآمال بأن تعود البسمة إلى عالمنا العربي الحزين المثقل بالقتلى منذ قررالغرب إنهاء الإسلام التي دكت حدودهم برجل واحد فأقام دولة امتدت 8 قرون لا اخفي ان الدمع دفن على شاطئ الرويس على 12 ألف عراقي قتلوا في العام غير المأسوف على رحيله في حرب طائفية وعلى 74 من زملائي الصحفيين الذين طواهم عام 2016 في الحروب.. منهم محترفون وغير محترفين قُتلوا خلال العام الجاري أثناء قيامهم بنشاطهم المهني. نعم 74 أسرة ثقلت بأبنائها الصحفيين الذين ماتوا وهم يؤدون الواجب، بينهم 19 صحفيا في سوريا، وهذا البلد المنكوب منذ خمس سنوات كاملة وقد تحول إلى «أرقام» ما بين قتلى ومصابين ونازحين ومشردين
فحتى نهاية العام 2011 قتل ما يقارب 6000 شخص بين مدني وعسكري وغيرهم. ففي حين كان عدد القتلى في أول أشهر الثورة لا يتجاوز الـ 500 شخص، تحولت الأرقام إلى الآلاف مع نهاية العام الأول.
أصبحت الأرقام فلكية حتى نهاية العام 2015 ووصولًا إلى الشهر الثالث من العام الذي سينقضي، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 271 ألف شخص منذ بداية الأحداث في سوريا، بينهم 80 ألف مدني سوري.
وإلى جانب المدنيين، تم توثيق مقتل 46 ألفًا و452 عنصرًا من الفصائل الإسلامية والجيش الحر، وأكثر من 44 ألف جهادي، أكثريتهم عناصر من تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
إلى ذلك، وثق المرصد مقتل 97 ألفًا و842 عنصرًا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، بينهم 1025 مقاتلًا من حزب الله اللبناني و3809 مقاتلين موالين للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وأجنبية.
طويت ذاكرة القتل ومسحت دمعي وقفلت عائدا إلى الدوحة ولم أقم بزيارة الصديق السيد علي السادة في الرويس الذي أحرص على زيارته كلما مررت بها فهو رجل كريم ويحرص على وصل اصدقائه من مواطنين ومقيمين وزوار من مختلف الدول.. فله من هنا تحية..
نبضة أخيرة
رافقت طيور الشمال أحمل وجدي
لأسقط ندى على من
خصتني بالوجد..
بقلم : سمير البرغوثي
وجهت مرصدي إلى عام 2017 المقبل علينا وآمال بأن تعود البسمة إلى عالمنا العربي الحزين المثقل بالقتلى منذ قررالغرب إنهاء الإسلام التي دكت حدودهم برجل واحد فأقام دولة امتدت 8 قرون لا اخفي ان الدمع دفن على شاطئ الرويس على 12 ألف عراقي قتلوا في العام غير المأسوف على رحيله في حرب طائفية وعلى 74 من زملائي الصحفيين الذين طواهم عام 2016 في الحروب.. منهم محترفون وغير محترفين قُتلوا خلال العام الجاري أثناء قيامهم بنشاطهم المهني. نعم 74 أسرة ثقلت بأبنائها الصحفيين الذين ماتوا وهم يؤدون الواجب، بينهم 19 صحفيا في سوريا، وهذا البلد المنكوب منذ خمس سنوات كاملة وقد تحول إلى «أرقام» ما بين قتلى ومصابين ونازحين ومشردين
فحتى نهاية العام 2011 قتل ما يقارب 6000 شخص بين مدني وعسكري وغيرهم. ففي حين كان عدد القتلى في أول أشهر الثورة لا يتجاوز الـ 500 شخص، تحولت الأرقام إلى الآلاف مع نهاية العام الأول.
أصبحت الأرقام فلكية حتى نهاية العام 2015 ووصولًا إلى الشهر الثالث من العام الذي سينقضي، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط أكثر من 271 ألف شخص منذ بداية الأحداث في سوريا، بينهم 80 ألف مدني سوري.
وإلى جانب المدنيين، تم توثيق مقتل 46 ألفًا و452 عنصرًا من الفصائل الإسلامية والجيش الحر، وأكثر من 44 ألف جهادي، أكثريتهم عناصر من تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).
إلى ذلك، وثق المرصد مقتل 97 ألفًا و842 عنصرًا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، بينهم 1025 مقاتلًا من حزب الله اللبناني و3809 مقاتلين موالين للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وأجنبية.
طويت ذاكرة القتل ومسحت دمعي وقفلت عائدا إلى الدوحة ولم أقم بزيارة الصديق السيد علي السادة في الرويس الذي أحرص على زيارته كلما مررت بها فهو رجل كريم ويحرص على وصل اصدقائه من مواطنين ومقيمين وزوار من مختلف الدول.. فله من هنا تحية..
نبضة أخيرة
رافقت طيور الشمال أحمل وجدي
لأسقط ندى على من
خصتني بالوجد..
بقلم : سمير البرغوثي