مع نهاية العام.. أقف على نهاية خط السنة المدبرة وعلى رأس السنة المقبلة.. وأعود إلى أيام الشباب وكل منا يركض ليحتفل برأس السنة فيصطدم مع ابن الحي الملتحي الذي يقول لك «بدعة وحرام» ملحد إذا احتفلت فتذهب مع أصدقائك وقلبك يرتعش.. وتعود أدراجك ولا تحتفل.. نعم بدعة حيث يمارس في هذا الاحتفال الرقص وشرب المحرم..
أقف على أعتاب السنة الجديدة.. لأحاسب سمير عن سنة مضت وماذا فعل على مر السنين.. حتى دخوله سن الشيخوخة وماذا فعلت وماذا ستفعل في ما تبقى من زمن قصير للرحيل!!
والإجابة تأتي صريحة: ضميرك غير راض، ماذا قدمت لوطنك لوالديك لدينك لشعبك؟..
قد تقول.. عمرت الارض.. وأنجبت الأولاد وملأت الصحف بالمداد، ولكن ماذا تقول لما اقترفه هذا الذي لو ضمنته لدخلت الجنة، ضميرك غير راض عما يسكبه المداد من قلم - أقسم به الله «نون والقلم وما يسطرون» فالشيطان يتربص بك منذ نزل قوله سبحانه وتعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» وهو يبحث لك عن ما يجعلك تزل وتزل وتزل حتى تقع في براثنه لتشاركه سقر، وهو ما حدده الله له منذ أن كفر بأمر الله والسجود لجدك المخلوق من طين.
الإجابة تأتي صريحة.. فأنت في العشرين منجرف بقوة نحو اشباع غرائزك الفكرية والعاطفية والفسيولوجية.. وقلة ممن يسألون أنفسهم ماذا قدمت لشيخوختي التي ستحاسبني حين يمضي العمر إليها.. لأنها باتت تنتظر اللقاء مع رب العباد.. ويعذبك ضميرك حين لا تجد ما قدمته وأنت في العقد الثالث من عمرك عقد القوة فلا تحسب حسابا ليوم ضعفك وعجزك.
وتأتي صريحة حزينة انك ايضا في الاربعين لم تسأل نفسك.. فهل تداركت الأمر وتبت إلى ربك وبدأت في الخمسين تقدم ليوم لا ينفع فيه الا ما قدمت من خير؟
شاب في الثلاثين يصلي ويزكي ولكنه لا يسأل نفسه السؤال ان رأى فتاة جميلة، فيحوم حوله الشيطان حتى يغوى!
رجل في الاربعين حج واعتمر وصلى وصام.. ولكن لم يضمن ما بين شفتيه ولا ما بين رجليه.. ولم يسأل نفسه: ماذا قدمت لغدك؟
قف على أعتاب رأس كل عقد واسأل نفسك أيها الرجل: ماذا قدمت؟
بالأمس في مسجد الأمين في عين خالد.. شباب قطريون جاءوا من مناطق مختلفة.. خروج للدعوة.. فقادني الفضول لأسألهم: هل هذه المنطقة تحتاج إلى دعوة؟ فقال أحدهم كل بيت يحتاج إلى دعوة.. حتى يسأل كل منا حين يضع رأسه على المخدة.. ماذا قدمت اليوم لدنياي الأولى والآخرة.. وليراجع ميزانيته وليرى ماذا كسب.. وماذا خسر؟
!..
نبضة أخيرة
أنحني لجلال الكلم حين يعزف بحنو لحن الحكاية من البداية.
بقلم : سمير البرغوثي
أقف على أعتاب السنة الجديدة.. لأحاسب سمير عن سنة مضت وماذا فعل على مر السنين.. حتى دخوله سن الشيخوخة وماذا فعلت وماذا ستفعل في ما تبقى من زمن قصير للرحيل!!
والإجابة تأتي صريحة: ضميرك غير راض، ماذا قدمت لوطنك لوالديك لدينك لشعبك؟..
قد تقول.. عمرت الارض.. وأنجبت الأولاد وملأت الصحف بالمداد، ولكن ماذا تقول لما اقترفه هذا الذي لو ضمنته لدخلت الجنة، ضميرك غير راض عما يسكبه المداد من قلم - أقسم به الله «نون والقلم وما يسطرون» فالشيطان يتربص بك منذ نزل قوله سبحانه وتعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» وهو يبحث لك عن ما يجعلك تزل وتزل وتزل حتى تقع في براثنه لتشاركه سقر، وهو ما حدده الله له منذ أن كفر بأمر الله والسجود لجدك المخلوق من طين.
الإجابة تأتي صريحة.. فأنت في العشرين منجرف بقوة نحو اشباع غرائزك الفكرية والعاطفية والفسيولوجية.. وقلة ممن يسألون أنفسهم ماذا قدمت لشيخوختي التي ستحاسبني حين يمضي العمر إليها.. لأنها باتت تنتظر اللقاء مع رب العباد.. ويعذبك ضميرك حين لا تجد ما قدمته وأنت في العقد الثالث من عمرك عقد القوة فلا تحسب حسابا ليوم ضعفك وعجزك.
وتأتي صريحة حزينة انك ايضا في الاربعين لم تسأل نفسك.. فهل تداركت الأمر وتبت إلى ربك وبدأت في الخمسين تقدم ليوم لا ينفع فيه الا ما قدمت من خير؟
شاب في الثلاثين يصلي ويزكي ولكنه لا يسأل نفسه السؤال ان رأى فتاة جميلة، فيحوم حوله الشيطان حتى يغوى!
رجل في الاربعين حج واعتمر وصلى وصام.. ولكن لم يضمن ما بين شفتيه ولا ما بين رجليه.. ولم يسأل نفسه: ماذا قدمت لغدك؟
قف على أعتاب رأس كل عقد واسأل نفسك أيها الرجل: ماذا قدمت؟
بالأمس في مسجد الأمين في عين خالد.. شباب قطريون جاءوا من مناطق مختلفة.. خروج للدعوة.. فقادني الفضول لأسألهم: هل هذه المنطقة تحتاج إلى دعوة؟ فقال أحدهم كل بيت يحتاج إلى دعوة.. حتى يسأل كل منا حين يضع رأسه على المخدة.. ماذا قدمت اليوم لدنياي الأولى والآخرة.. وليراجع ميزانيته وليرى ماذا كسب.. وماذا خسر؟
!..
نبضة أخيرة
أنحني لجلال الكلم حين يعزف بحنو لحن الحكاية من البداية.
بقلم : سمير البرغوثي