+ A
A -
يقول الإمام الشافعي:
أحب من الاخوان كل مواتي وكل عفيف الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمر أريده ويحفظني حيا وبعد مماتي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته لقاسمته مالي من الحسنات
تصفحت اخواني فكان أقلهم على كثرة الإخوان أهل ثقاتي
جمعتنا مقاعد الدراسة في الجامعة في قسم اللغة العربية والصحافة في الثمانينيات تزاملنا وتصاحبنا وتمازحنا وتدارسنا وتحاورنا وتناقشنا، وكان نعم الزميل الحبيب إلا أنه يعصب وتنفلت أعصابه لأقل شيء!! أحمد ياقوت أبرز ميزة فيه الطيبة وحسن المقصد والظن، إنها شهادة بالفطرة فيه يصعب اخفاؤها أو تزويرها! يشهد له جميع الزملاء بهذا، يعمل في مؤسسة إعلامية ويدير نشرة اقتصادية، وماذا بقي؟ جمعتنا من قريب دورة في إدارة التغيير خير ما يقال عنها أنها كانت ثرية مثرية قدمت لنا أساليب عملية لاتخاذ زمام المبادرة وكيفية توقع التغيير وكيفية الاستجابة لهذا التغيير استجابة إيجابية لكي تصبح شخصاً كفؤا ومرناً، كلما تشاركنا مع أحمد كفريق في الدورة بإعداد موضوع ما للمناقشة أو حل تمرين ما يبدي اعجابه بالطريقة في التناول والسرد والمعالجة فأرد عليه وأقول من طيب أصلك وكرم أخلاقك يا الغالي، أحمد ياقوت حباب وحبوب وطيوب لكنه يحب الوجوه المأساوية! إذا ضحكت يجلس يتفرس فيك ويناظرك! ثم أنت وحظك، إما أن يشاركك الضحك مع قهقهة مكتومة أو يبتسم وكفى أو يسلخك بتعليق يوصلك إلى باطن الأرض! سمعتم بلا شك عن صدمة الميلاد الآن تبين أن هناك صدمات أخرى نعيشها في واقعنا احداها تعليقات بو ياقوت على بعض قضايا الشأن العام! حاول قدر المستطاع أن ترضيه في الحوار دون شطط بالتي واللتية وأن لا تفسد العلاقة معه حتى لا يأفل نجمك ويهتز قدك عند سماع تعليقاته النارية التي لا تجامل! أحمد شكله هادىء كأنه رومانسي يرتاد الشاطىء ولكن هذا الهادىء يخفي ما هو أعظم، يقولون لا تخاف إلا من الساكت ويقولون اتق شر الحليم إذا غضب وعصب وفلتت أعصابه، فإنه يثور كالبركان ويرمي بالحمم! اعتاد أحمد أن يوقف سيارته بعيداً ويمشي سيراً على الأقدام إلى مقر الدورة، يقول انها رياضة وفي الحركة بركة للمحافظة على الصحة والرشاقة ولكنه في الجانب الآخر يعشق الحلاوة (البرميت ) بالنعناع أو الأحمر بأنواعه وأشكاله إنه يناضل للحصول عليه! وأحياناً يشغله عن التركيز في الدورة! وطفقت أشرح له أهمية التركيز في محاور الدورة فينظر لي بالعين الحمراء شزراً بلغة معلمي اللغة العربية فيغضب فأطلب منه فضلاً لا أمراً سعة الصدر فيشتط أكثر! يعجبني في أحمد ياقوت زميلنا وحبيبنا الودود أنه يساجل الزملاء ويبارز الأفكار مع شوية عصبية وسخونية مبعثها غيرته وطبيعته النظيفة ويسوق حيثياته وبياناته ودلالاته بعمق وخبرة وفن، حاور أحمد ياقوت الصحفي والإعلامي كما تشاء ولكن؟ لا تحاول تشويه الحقائق على حساب الحقيقة والأمانة والدقة، حتى تتجنب ردة الفعل ربما غير المتوقعة من كيل وسيل الشتائم أو التعليقات الساخنة التي ستأتيك منه هذا إذا سلمت من ثورته أو استثارته.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/12/2016
1105