أردتُ عَمرًا وأراد اللهُ خارجة، قول جرى مجرى المثل، والأمثال لا بُد لها من قصة، وقصة المثل أن الخوارج لما رفضوا قبول علي بن أبي طالب رضي الله عنه للتحكيم في معركة صفين، عزموا على قتل الثلاثة عليّ ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، فتوجه عبد الرحمن بن ملجم إلى الكوفة لقتل علي، والبرك بن عبد الله إلى الشام لقتل معاوية، وعمرو التميمي إلى مصر لقتل ابن العاص، وعزموا أن تكون صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان موعدًا لهذا، فأما ابن ملجم - عليه لعائن الله تترا- فقتل عليًا في المحراب، وأما البرك فضرب معاوية فأصابه في خاصرته فاقترح عليه الأطباء أن يُكوى الجرح بالنار وإلا فلن ينجب، فرفض أن يكتوي وقال حسبي من الأولاد يزيد، لهذا لم ينجب غيره، وأما عمرو بن العاص فقد اشتكى وجعًا في بطنه فأمر خارجة قائد شرطته أن يؤم الناس، فطعن التميمي خارجة فقتله ظنّاً منه أنه من أراد، ولما جيء به إلى عمرو بن العاص قال له: ألم أقتلك؟ فقال عمرو: بل قتلت خارجة، فقال: أردتُ عمرًا وأراد الله خارجة! فصارت مثلًا!
والأمثال بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهو يضرب لمن أراد شيئًا وحصل له خلاف ما يريد! المهم أننا قوم لا نُؤمن بالصُدف، وكل ما نظنه صدفة إنما هو شيء رُتب في السماء ليكون في الأرض فكان! قدر الله نافذ لا محالة، مهما أخذنا بالأسباب لنمنعه إلا أنه واقع، ولكننا نأخذ بالأسباب لأنها واقعة في قدر الله أولاً، وثانيًا لأننا لا نعرف الأقدار إلا عندما تقع! أراد نوح عليه السلام لو ركب ابنه السفينة، وأراد إبراهيم عليه السلام لو آمن أبوه، وأراد لوط عليه السلام لو آمنت زوجته، وأرادت آسيا بنت مزاحم لو آمن زوجها، وأراد محمد صلى الله عليه وسلم لو آمن أبو طالب! ولكنك لا تهدي من أحببتَ!
أصاب ابن ملجم ضربته ليرقى علي شهيدًا، وأخطأ البرك ليُصاب معاوية بالعقم، ومرض ابن العاص ليستشهد خارجة! يخرج المسلمون في إثر القافلة فيريدها الله معركة!
يحدث أن ترى جنديًا شارك في الحرب العالمية يروي ما حدث ثم تسمع أن طفلًا شرق بحليب أمه ومات، هذا لأن الله قضى ألا يموت المحارب في أكثر الأماكن خطرًا على وجه الأرض بينما يموت الرضيع في أكثر الأماكن أمنًا ودفئًا وحنانًا، يعمل العشرات لأجل رغيف خبز كتبه الله لكَ فيصلكَ، وتتعب وتجني مالًا ثم تخسره، هذا لأن الرغيف لكَ والمال ليس لك!
تعالوا نأخذ بالأسباب ما استطعنا ولكن بالمقابل دعونا نتأدب مع الله إذا أراد أن يُنفذ قدره! وإن السخط على القدر لا يُغيره، وإنما يجتمع على الإنسان إثم السخط وشر ما وقع، فسبحان من إذا أراد أمرًا قال له كن فيكون!
بقلم : أدهم شرقاوي
والأمثال بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فهو يضرب لمن أراد شيئًا وحصل له خلاف ما يريد! المهم أننا قوم لا نُؤمن بالصُدف، وكل ما نظنه صدفة إنما هو شيء رُتب في السماء ليكون في الأرض فكان! قدر الله نافذ لا محالة، مهما أخذنا بالأسباب لنمنعه إلا أنه واقع، ولكننا نأخذ بالأسباب لأنها واقعة في قدر الله أولاً، وثانيًا لأننا لا نعرف الأقدار إلا عندما تقع! أراد نوح عليه السلام لو ركب ابنه السفينة، وأراد إبراهيم عليه السلام لو آمن أبوه، وأراد لوط عليه السلام لو آمنت زوجته، وأرادت آسيا بنت مزاحم لو آمن زوجها، وأراد محمد صلى الله عليه وسلم لو آمن أبو طالب! ولكنك لا تهدي من أحببتَ!
أصاب ابن ملجم ضربته ليرقى علي شهيدًا، وأخطأ البرك ليُصاب معاوية بالعقم، ومرض ابن العاص ليستشهد خارجة! يخرج المسلمون في إثر القافلة فيريدها الله معركة!
يحدث أن ترى جنديًا شارك في الحرب العالمية يروي ما حدث ثم تسمع أن طفلًا شرق بحليب أمه ومات، هذا لأن الله قضى ألا يموت المحارب في أكثر الأماكن خطرًا على وجه الأرض بينما يموت الرضيع في أكثر الأماكن أمنًا ودفئًا وحنانًا، يعمل العشرات لأجل رغيف خبز كتبه الله لكَ فيصلكَ، وتتعب وتجني مالًا ثم تخسره، هذا لأن الرغيف لكَ والمال ليس لك!
تعالوا نأخذ بالأسباب ما استطعنا ولكن بالمقابل دعونا نتأدب مع الله إذا أراد أن يُنفذ قدره! وإن السخط على القدر لا يُغيره، وإنما يجتمع على الإنسان إثم السخط وشر ما وقع، فسبحان من إذا أراد أمرًا قال له كن فيكون!
بقلم : أدهم شرقاوي