+ A
A -
أعلن الأطباء أن الشاب- ابن أثرى الأثرياء في المدينة -أصبحت حالته ميؤوسا منها.. فقد أصيب بمرض خبيث، وعجزت أموال الوالد عن علاجه، وقد تنقل به بين لندن، ومايو كلينيك، وموسكو والصين، وكلما سمع بعلاج توجه إليه إلى أن جاء القرار «لا فائدة» فقال: فوضت أمري لله.. ولم يكد ينهي جملته حتى طرق باب قصره ضيف قادم من الصحراء، كان يأتي له بحليب الإبل، فلا يتناوله بل يقدمه هدية لأصدقائه.. فرأى البدوي الشاب ملقى على فرشة وقد بات شبحا غائر العينين يصارع الموت.. والكل ينتظر اللحظة..
فسأل البدوي عن حالة الشباب فسردوا عليه الحكاية.. فطلب منهم أن يسمحوا له بمعالجته في مضاربه بالصحراء.. فأخذه معه وبعد ثلاثة أشهر عاد ومعه الشاب المريض يسير بخطى سريعة.. احتضن والده ورفعه بين يديه.. ولم يصدق الوالد، فقال له البدوي: العلاج في «اكسير الحياة» حليب الإبل ورمل الصحراء ووزر الإبل «بولها» ولحمها.. حيث كان يقوم بدفن المريض في الرمل طوال الليل.. وفي الصباح يقوم بغسله ببول ناقة بكر.. ويفطر حليب ناقة ذات المولود الأول.. وكان غداؤه قطعة لحم من «حوار».
الشاب عاد للحياة فالتحق بالجامعة ودرس الإدارة في اميركا، وأقام الاسواق وترشح للبرلمان ووصل إلى منصب رئيس المجلس.. ولم تفارقه تقوى الله سبحانه.. أطال الله في عمره وحفظ الله لنا الطب النبوي.. والصلاة والسلام على رسول الله..
فلم يكن مستغربا.. أن يقوم هولندي رأى ان بلده تملك مليون رأس بقر وتورد للعالم من الصين إلى أميركا أفضل الأجبان والألبان... أن يقوم بدراسة لبن الإبل وتوصل في العام 2006 إلى أن الابل ممكن أن تتكيف وتعيش في الأجواء الباردة وأن حليبها أفضل الأغذية لمن يعانون من الامراض المزمنة.. فقام في العام 2010 بافتتاح أول «عزبة» للإبل» في هولندا ولم يصدق رجال الشرطة أعينهم حينما رأوا ثلاثة جمال ترعى في منطقة «دن بوش» بمدينة أمستردام، فقاموا بالتحقيق مع عرب مغاربة يسكنون بالقرب من المرعى.. فأكدوا أن لا علاقة لهم بالإبل ولكنها كانت لطالب فتحت له أبواب الثروة، وقريبا سنرى لبن وحليب وأجبان إبل العرب المصدرة للغرب في الميرة واسواقنا التجارية، فهل من يعلق الجرس وينشئ مصنعا لألبان الإبل قبل ان تبحر سفينة الصحراء إلى البلاد المنخفضة.. وكما أهملنا حليب ملايين الابقار نهمل حليب ملايين النياق الحلوب الركوب.. التي تنتج أفضل أنواع الحليب؟ كما يقول العلم بأن النياق تدر حليبا هو الأقرب إلى لبن الأم».
وسلامتكم
نبضة أخيرة
انتظرك ولن يتعبني الانتظار.. ويسعدني لومك إن لم أكن في الانتظار..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
01/01/2017
1850