+ A
A -
الإرهاب- هذا الذي يضرب ويروع- لا دين له، ولا خلق ولا قلب ولا ضمير. هو أسوأ ظاهرة فظائعية، يعيشها العالم الآن، ويحاول جاهدا مواجهتها، والقضاء عليها.
هذه الظاهرة، هي في الحقيقة، لا تستهدف دولة معينة. كل دول العالم، هي في أجندة الارهابيين.. وهي من هنا ظاهرة تستهدف العالم كله: أمنه واستقراره وثرواته وموارده.. وتستهدف الإنسان، أينما كان.
العالم كله الآن، في المنازلة: ينازل النيران بالنيران، وينازل مصادر التمويل بالتجفيف، والمشبوهين بالاعتقالات
الاستباقية، لكن ذلك كله ليس كافيا، على الإطلاق، وشعار الإرهابيين- في كل مكان- أنا إن سقطت فخذ مكاني.. إضرب كيفما واينما اتفق، ولا تلق بالا للبشر.
نعم، كل إجراءات المنازلة التي ينازل بها العالم، هذا الوحش، حتمية، لكن يبقى من الحكمة، دراسة هذه الظاهرة: أسبابها، وكيفية قطع جذورها.
الإرهاب نتيجة، وليست مقدمة. كان ذلك هو صوت قطر في كل المحافل، متى ما أثيرت هذه الظاهرة المتوحشة.. وكان صوتها يرتفع: لنواجه «النتيجة» بالدراسة، والفهم، لنزيل كل الاسباب، وهذا لا يعني الكف- في الوقت ذاته عن المواجهة بالقوة.
العالم اليوم، مطالب- ايضا- بالاستماع إلى صوت قطر. مطالب بالالتفات إلى الاسباب الحقيقية التي افرزت التشدد والإرهاب، ومن بين هذه الأسباب غياب العدل، وغياب العدالة السياسية، والديمقراطية.
في غياب هذين السببين، يسود الإحساس الفادح بالظلم، وتسود الكراهية.. ويجد الإرهاب بيئة حاضنة للمزيد من المهمشين في الارض.
ليت العالم ينازل الإرهاب، بهذا الفهم، أيضا.
copy short url   نسخ
03/01/2017
435