+ A
A -
من النكبة إلى النكسة تستمر المأساة الفلسطينية في حالة من أصعب ما مرت به شعوب الأرض قاطبة؛ كون هذا الظلم السائد في فلسطين لا يمكن أن يستوعبه العقل البشري، في تراجيديا الموقف الفلسطيني تكمن تفاصيل هذا الاحتلال الدموي العنصري الذي يقتل ويحرق ويدمر، ويلاحق حتى الأطفال في ملابسهم وأنواع ألعابهم وشكل غرف نومهم بين تلك الفصول يواصل العدوان الإسرائيلي ممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطيني وتصعيده الخطير الذي يتمثل في قيام جيش الاحتلال بتكثيف عدوانه وإرهابه في مدينة القدس، وتمكين المستوطنين من تنفيذ اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية بالعدوان الممنهج على المسجد الإبراهيمي وكنيسة القيامة وتشجيع المستوطنين على إقامة صلوات تلمودية في المسجد الأقصى، ومحاولة تغيير الوضع القائم فيه والعمل على تهويده. تداعيات تلك الحرب العدوانية للاحتلال تستمر ولازالت متواصلة بتكريس الاحتلال العسكري الاستيطاني الاستعماري والذي يتنكر لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، ويمعن في تصعيد اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني باستهداف وجوده على أرضه وحقوقه ومقدساته ومواصلة عمليات التهجير القسري المنهجي وابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وعزل المدن والقرى، وتنفيذ جرائم قتل يومية ومتعمدة. ويواصل الشعب الفلسطيني العظيم صموده ونضاله دفاعا عن أرضه ووطنه ومقدساته، بدعم من أمته وأحرار العالم ولا يمكن لهذا الاحتلال الغاصب النيل من إرادة الأمة وأحرار العالم الذين يتمسكون بعدالة القضية الفلسطينية ويعملون على دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال، وتجسيد دولته المستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين إلى ديراهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمرجعيات الدولية. تغير الواقع القائم وإنهاء الاحتلال هي مسؤولية مجلس الأمن الذي يجب أن يتدخل ويتحمل مسؤولياته وإنفاذ قراراته ، وإنهاء الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ولا يمكن استمرار لغة الصمت طيلة العقود الماضية التي تستمر من النكسة إلى النكبة والسجل الطويل لجرائم الاحتلال ومخططاته لفرض الأمر الواقع بالقوة. حان الوقت للأمم المتحدة أن تتدخل لتغير الواقع القائم وتنهى وضع الاحتلال بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة التي استولى عليها الاحتلال منذ عام 1967 كونها أراضي محتلة وفقا للقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة وأن ما يجري عمليا على الأرض لا يغير من حقيقة أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.