أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بالأرض الفلسطينية، أن استمرار الاحتلال والتمييز ضد الفلسطينيين هما السببان الجذريان لكل التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة، وقالت رئيسة هذه اللجنة السيدة بيلاي إن معظم التوصيات التي أقرتها لم يتم تنفيذها، وتشمل هذه التوصيات الدولية ضمان المساءلة تجاه انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهذا دليل قاطع على أن إسرائيل لا تنوي إنهاء الاحتلال، بالإضافة إلى التمييز المستمر وتكرار الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، سواء بالقدس والضفة، أو داخل إسرائيل نفسها.ورغم تقرير لجنة التحقيق الدولية، ودعوة واشنطن إلى حل الدولتين، تم عقد مؤتمر لتطبيق ما يسمونه السيادة على القدس والمستوطنات، دعت إليه حركة متطرفة، كما أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة جنوب مدينة نابلس تشكل مقدمة لمصادرة نحو 2000 دونم من أراضي بلدتي اللبن الشرقية وسنجل.. وبعد كل هذه الأفعال التي يرتكبها الاحتلال فإنه لن يردعه أو يوقف ممارساته المدمرة لكل احتمالات السلام، إلا الأعمال الحقيقية والقوة المؤثرة، وليس مجرد البيانات والانتقادات التي سمعناها كثيرا ولم يعد أحد يهتم بها أو بسماعها.وواصل الاحتلال ارتكاب جرائمه اليومية، فقد استشهد شاب فلسطيني، وأصيب خمسة آخرون برصاص الاحتلال في مواجهات شهدتها، أمس، بلدة حلحول شمالي الخليل بالضفة الغربية المحتلة.. واقتحمت قوات الاحتلال وسط البلدة، وأغلقت الشارع الرئيسي فيها، ومنعت حركة المواطنين، وداهمت أحد محلات الصرافة وأغلقته، لتندلع في أعقاب ذلك مواجهات أطلق خلالها الجنود الإسرائيليون الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز السام صوب المواطنين الفلسطينيين، والمحلات التجارية.ولعل تزايد اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى بحماسة القوات الإسرائيلية تهدف دولة الاحتلال من ورائه إلى بسط السيطرة على الحرم الشريف، والضرب بعرض الحائط بالاتفاقيات وبالحفاظ على الوضع الراهن.