أكد الفنان المصري حمادة هلال أن قطر استطاعت أن تعكس الصورة الحقيقية عن وطننا العربي والمنطقة، موضحاً أن العالم أيقن الآن حجم العرب وقيمتهم، وبأن العرب قادمون والمستقبل لهم.
وأشار هلال في حواره مع «الوطن » إلى أن نجاح قطر في تنظيم نسخة استثنائية من المونديال لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة الدراسة الدقيقة والتحضير والإخلاص والجهد الكبير الذي بذل على مدار سنوات مضت، كما تطرق هلال إلى العديد من التفاصيل والاتجاهات خلال هذا اللقاء..
- في البداية ما هي طقوسك وذكرياتك مع كأس العالم؟
الطقوس تغيرت تماماً عن مرحلة الطفولة، فطقوس الماضي كانت تتمثل في اللمة والأجواء العائلية المميزة، لأن في السابق كان من الصعب أن يسافر شخص ما لمتابعة كأس العالم في البلد المنظم للبطولة، فالأجواء العائلية كانت هي الشيء الذي يعوضنا عن حضور المباريات أو أجواء البطولة في مكان تنظيمها، وعندما وصلنا إلى مرحلة الشباب كان في استطاعتنا الذهاب والاستمتاع بالبطولة فعلياً على أرض الواقع.
- وماذا عن آخر نسخة من المونديال والتي أقيمت في قطر؟
بالطبع كانت نسخة مميزة جداً، خاصة وأنها في بلد عربي أعشقه وأحبه.
- إلى أي مدى تأثرت بغياب المنتخب المصري عن مونديال قطر؟
بلا شك كنت أتمنى أن يكون المنتخب المصري متواجداً في قطر، لأن البطولة لأول مرة تقام في بلد عربي، وبالطبع كان الوضع سيتغير معنوياً مع اللاعبين بشكل كبير، وإن شاء الله القادم أفضل بالنسبة لمنتخبنا.
- من وجهة نظرك هل كانت البطولة ستزداد حماسا بوجود منتخب الفراعنة؟
بالتأكيد.. مصر لها جمهورها والجالية المصرية متواجدة في قطر، وكانت ستدعم المنتخب بشكل كبير جداً، فضلاً عن الدعم الذي كان سيتلقاه المنتخب من الجمهور العربي المتواجد في قطر.. لكن قدر الله وما شاء فعل.
- ما رأيك في ما قدمته قطر خلال المونديال؟
قطر استطاعت أن تقدم نسخة بالفعل استثنائية، فقد بذلت أقصى ما يمكن بذله لتقدم لنا وللعالم واحدة من أروع النسخ بل هي النسخة الأكثر نجاحاً بين جميع نسخ كأس العالم على مر التاريخ، وهذا النجاح لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة جهد ودراسة وتحضير وتجهيزات على أعلى مستوى بدأت منذ سنوات.
- ما هي أبرز الجوانب التي لفتت انتباهك؟
أبرز ما لفت انتباهي وبدون تردد هو الاحترام.. وأضع تحت هذه الكلمة العديد من الخطوط العريضة، فما رأيته من احترام كبير من الشعب القطري وكل من رأيته في قطر يدعو للفخر والاعتزاز، فقطر تعاملت مع هذا الحدث بشكل حضاري محترم جداً، فهناك من ينظمون مثل هذا الحدث ويتعاملون بأسلوب مختلف تماماً، ولكن قطر ضربت مثالاً يحتذى به في هذا الجانب.
- بالنسبة للمنافسة كيف تابعت البطولة؟
منذ طفولتي وأنا أحب وأشجع الأرجنتين، ولكني كنت منتمياً بعقلي وقلبي مع كل المنتخبات العربية، وخروج قطر من البطولة كان أول صدمة لي في المونديال، ولكن يكفيهم فخرا أن هذه البطولة الكبيرة والنسخة التاريخية من المونديال نظمت على أرضهم وفي بلدهم، ولكن كانت للمنتخب السعودي كلمته بالفوز على الأرجنتين وتابعناه وشجعناه، وبعد ذلك المنتخب التونسي، ومن بعده مفاجأة البطولة منتخب المغرب وكنت من بين الملايين في مصر والوطن العربي يتابعون بكل حب مباريات المنتخب المغربي ويشجعون بكل حماس ووطنية وكأن منتخب بلادهم الذي يلعب وليس منتخباً شقيقا.. ومن بعد خروج المغرب من الدور قبل النهائي واصلت تشجيعي للأرجنتين.
- ما هو المنتخب الذي نال إعجابك وقدم مستويات قوية؟
المغرب بلا شك.. ولكن كل المنتخبات العربية قدمت مستويات رائعة، ومجهودات منتخباتنا العربية كانت مميزة ولا يمكن أن نقلل من تلك الجهود، وأعتقد أن الأرجنتين في هذه البطولة كانت في كامل تركيزها وكان لديها النية في اقتناص اللقب رغم حماس وتركيز المنتخب الفرنسي القوي.
- البعض يؤكد أن من إيجابيات البطولة تغيير الصورة النمطية عن العرب.. هل توافق ذلك؟
بالطبع.. وبكل أمانة هذه النقطة كانت مفاجأة لكل دول العالم، فقد استطاعت قطر أن تقول للجميع أن العرب ليسوا كما تعرفون أو تسمعون أو تعتقدون عنهم، وأنا من وجهة نظري أقولها وبكل يقين في الله عز وجل أن العرب بإذن الله هم المستقبل وهم القادمون، ولكل مجتهد نصيب.
- كانت لك مشاركة في الأجواء المونديالية بقطر.. حدثنا عن سبب زيارتك لقطر وكيف عشت تلك الاجواء المونديالية؟
سبب زيارتي لقطر في المونديال كنت ضيفاً على برنامج نيشان على قنوات البي إن، وكذلك الظهور على تليفزيون قطر، وكنت على موعد مع حفل في قطر، ولكن لظروف خاصة بارتباطات فنية في فرنسا كان لابد من المغادرة وبإذن الله ستعوض في ما هو قادم.
- فيما يخص أعمالك الفنية.. حدثنا عن أغنية «إحنا الحياة» وكواليس التجربة وكيف جاءت فكرة العمل والديو مع المطربة الصينية؟
أغنية إحنا الحياة بالنسبة لي كانت تجربة مهمة جداً، وهي مبادرة إنسانية مصدرها الصين، وتحدثوا مع السفارة المصرية وطلبوا من السفارة أن أشارك في تلك المبادرة، وهي من المبادرات والتجارب المهمة في حياتي والتي أعتبرها من الأعمال التي تعيش دائماً نتيجة لرسالتها وأهدافها الإنسانية.
وفيما يخص المطربة الصينية، فهي مطربة رائعة ومتمرسة والحمد لله أننا استطعنا النجاح سوياً وتقديم العمل في أفضل صورة وحقق هذا النجاح الكبير والأصداء الواسعة.
- تهتم دائماً بتقديم الأعمال التي تحمل الطابع الإنساني والقيمة الفنية.. فما السبب وراء هذا الاهتمام. وهل من الممكن أن تقدم أية أعمال أخرى تتماشى مع الترند دون الاهتمام كثيراً برسالة العمل؟
في مقدور كل فنان أن يتجه إلى الأعمال التي تخلد اسمه مع الجمهور بعد رحيله، وتعيش وتحمل رسالة وقيمة إنسانية وفنية، وفي مقدوره كذلك أن يتجه إلى الطريق المعاكس لذلك، وأنا لست ضد أن يقدم الفنان أعمالاً تجارية، ولكني أرفض أن يكون العمل الفني خالياً تماماً من أي رسالة أو مضمون.