+ A
A -
«عطا» فلاح فلسطيني، غادر إلى البرازيل بعد النكبة عام 1948، واختفت اخباره.. عاد عطا بعد عشر سنوات على عكازتين.. وليس في جيبه سوى «دينارين».. ما الحكاية؟ سألته اخته المقربة إلى قلبه.. فقال: اميركية جدتها برازيلية: غمزتني على مقهى في «ساوث باولو» رافقتها إلى منزلها.. قضيت ليلتي معها.. افقت فجرا، فوجدت افطارا راقيا، حسبت أني في النعيم، وان النعمة ستدوم، ولكنها وبعد ان اطعمتني.. على كرسي طبيب اسنان اجلستني، وقالت: اريد منك تذكارا.. اخرجت لها صورتي فرفضت، اخرجت لها محرمتي، رفضت وقالت: اريد سنك الذهبية الضحاكة فاستسلمت لرغبتها، طمعا في استمرار وجبتها، لكنها بعد ان خلعت سنيَّ الذهبيتين.. فتحت الباب على الضلفتين طالبة مني الانصراف.. غادرت وطعمها في جسدي.. بعد شهر عدت إلى شقتها.. سألتني من انت؟! فأجبت: صاحب السنين الذهبيتين فأحضرت «سلتين» وقالت اعرف سنيك منهما، فاذا عرفتهما ستحظى برفقتي، وسأكون لك زوجة مخلصة.. جلست امام الشقة اعدها، فكانت الفين، قسمت العدد على اثنين، صرخت بملء الشدقين: ألف رجل زاروك يا ذات الوجهين.. قالت: هذا أنا ولم انجب ممن عاشرتهم سوى ولدين. قبلت.. وتزوجت وامام عمدة «ريو دي جانيرو» عقدت.. وبعد شهرين ذهبت إلى ساوث باولو وقضيت فيها ليلتين، وحين عدت وجدت في منزلي رجلين احدهما يجلس على الكرسي، لخلع ضرسين.. وآخر في انتظار الدور لتقديم تذكار، وكانا عربيين. ثارت حميتي.. واستصرخت رجولتي، ضربتها كفين، وبعدها افقت في المستشفى على عكازين.
انها أميركية يا شقيقتي.. غدرتني كما غدرت قضيتي.
عاش «عطا» ثلاث سنوات ووقعت النكسة 1967.. فألقى بجسده تحت مجنزرة، وكانت اميركية فمرت على اطراف قدميه.. وعاش مقعدا يقول: «اميركية» جنوبية اعادتني بعكازين واميركية شمالية بترت لي القدمين.
وبعد: إلى عطا ينضم الشعب الـعربي ينتظر الدور في بتر القدمين والبداية بدأت قبل سنين في «الرافدين». ومستمرة في بلاد الشام ولا ندري نحن إلى اين؟!

نبضة أخيرة
دمعة من رحيق بوحك تنساب إلى الوريد
تدفع الدم ليعيد القلب ينبض من جديد !
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
05/01/2017
1209