إنه اليوم الأول من العام 2023، كُلّ عامٍ وأنتم بخير، رغم أني لا أظنُّ! هذا الكوكب يسيرُ بخطىً ثابتة ليصبح أكبر مشفى مجانين دوّارة في تاريخ المجرّات! هذا مع الاعتذار لصديقي عبدالسلام ورفاقه الذين يعتقدون أن هذا الكوكب مُسطّح وثابت! عموماً لا يهُمُّ شكل هذا الشيء الذي نعيشُ فيه، المهم على ماذا يحتوي!

شاهدتُ منذ أيام تقريراً تليفزيونياً على قناة «OAN» جاء فيه: رجل بريطاني قطع ذراعه لأنه شعر أنه معاق، امرأة في كارولاينا الشمالية صبّت منظّف «البلاليع» في عينيها لأنها شعرتْ أنها عمياء، رجل نشرَ إعلاناً يطلبُ فيه مرضعاً لأنه يشعر بأنه طفل رضيع!

المشكلة أن المشكلة ليست في المشكلة نفسها! كما يوجد أسوياء يوجد مرضى، وأعان الله الجميع على عقولهم! ولكن المشكلة الحقيقية أن الليبراليين الغربيين لا يرون في الأمر مشكلة!

مُذ فتحوا الباب على مصراعيه لتبرير أي سلوك غريب بناءً على المشاعر التي يشعر بها المرء، بغض النظر عن علاقة هذه المشاعر بالواقع، لم يعد بالإمكان وضع حد لهذا الأمر، كرة ثلج متدحرجة وكلما تدحرجت صار حجمها أكبر ومن الصعب إيقافها!

برروا قصة التحول الجنسي بناء على المشاعر، وانتقاد أي سلوك ناتج عن المشاعر، سيعيدهم للتفكير مجدداً بما دافعوا عنه وهذا شيء لا يريدونه!

محاولة تفهم مشاعر الآخرين شيء جميل، ولكن الدفاع عن التصرفات المجنونة التي تنتج عن هذه المشاعر شيء مجنون جداً!

تخيل أن تستيقظ زوجتكَ صباحاً وهي تشعر أنها اليوم «كليوباترا»، وقالت لك: ماذا تفعل بجواري أيها العبد؟!

عليك أن تنسحب من جوارها كأنك عبد فعلاً، وتعاملها بقية يومها على أنها كليوباترا، منتظراً ماذا ستقرر أن تكون غداً!

تخيلي أن زوجكِ شعرَ في لحظة متأخرة من الليل أنه «شهريار» ويريدكِ أن تروي له قصةً، وأنه سيذبحكِ عندما تنتهين من سردها! وعليكِ كما يقولون، أن تتعاملي مع مشاعره بجدية، لا وجود للواقع خارج حدود المشاعر!

لو شعرَ ابنُكَ الصغير أنه «سبايدار مان» فلا بأس أن تصحبه إلى حافة العمارة ليقفز!

ولو شعرت ابنتكِ أنها كرسي، والكراسي لا تذهب إلى المدارس، فعليكِ أن تهدئي وتتعاملي معها على أنها كرسي حقاً، وتدعيها تمضي يومها في البيت!

ماذا لو استمرَّ هذا الجنون، أن تدخل إلى مطعم وتأكل فيه وتمضي، وتخبرهم أنك لن تدفع لأنك ببساطة تشعر أن المطعم لكَ!

قبل أن تفرحَ، وتعتقد أن الحياة ستكون جميلة وفق هذا المنطق، فقد تجد أن سيارتكَ قد أخذها رجل آخر لأنه شعرَ أنها له!

أعرفُ أنّ هذه البشرية ستنقرض نهاية المطاف، ولكني كنتُ أتمنى أن يحدث هذا بضربة نيزكٍ عملاق كما حدث مع الإخوة الديناصورات، لا أن ننقرض بسبب أن العاقل منا لم يكن يجرؤ أن يقول للمجنون يا مجنون، تخيفني جداً فكرة أن يكون المرء منقرضاً ومجنوناً في وقت واحد!