+ A
A -
أغني على «ليلاي».. وانت تغني على ليلاك، وهو... وهي.. كل له همه أو فرحه، أو حزنه.
وليلاي..ليس فيها فرح، والبركة في الفضائيات التي تأتيني بما يجري في المدن العراقية والسورية، واشلاء الابرياء من الاطفال والنساء والرجال تتناثر.. اتناول وجبة عشائي محبطا، اذهب إلى عملي مثقلا، ظهري يزداد انحناء، اتصل بأمراء الثورات من بيروت إلى تونس الى الدوحة الى دمشق منهم من انزوى قانعا بـ «الورع الثوري» و« نقاء السريرة» أسأل عن رجال في «السجون» الذين، اصبحوا كالطلل البائد.. التقي مع روح ابي جهاد.. اجدها حزينة متألمة محبطة، فماذا يجري؟.. القمة الإسلامية التي جاء إنشاؤها على اثر حريق المسجد الأقصى تعقد دوريا، ويلتقي الزعماء، يتخذون قرارات، ادانة واستنكار، ودعم بالكلمات للاقصى واهل الاقصى.. واقف مع أول خطاب لمهاتير محمد الذي استضافت بلاده المؤتمر الوزاري الإسلامي الأول، وقرر المجلس آنذاك «الجهاد» فحلقت روح ابو جهاد في سماء الاغوار وجبال الجنوب اللبناني، إلى ان هوت في تونس بعد أن تخلت القمة الإسلامية عن «الجهاد». اعبر نهر الاردن.. وامامي جندي اسرائيلي يغني.. الارض بتتكلم عبري فاحتج بأدب وأصحح للجندي وأقول الأرض بتتكلم عربي،فيضحك الجندي اليهودي ويقول قريبا ستغني ارض العرب جميعها بالعبري. وسوف يسيل لعابكم وتنشدون معنا:
«اشتو خمارين تسو بداري» الارض بتتكلم عبري.. عبري.. عندما تهل ملياراتنا عليكم ويرضى الكونغرس عنكم، ويقف البيت الابيض معكم.. انا محبط.. فكل اللجان الدولية التي تشكلت لتحقيق السلام واستجابة السلطة الفلسطينية لكل مقرراتها واقرت حق اسرائيل في العيش بسلام وامن، رغم ان اسرائيل رفضت تقرير برتيني لتحسين الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وقطعت اوصال فلسطين 1967، وقطعت اوصال غزة ووضعت 4 ملايين فلسطيني في سجون مغلقة..
أنا محبط.. رغم الفرح المنبعث من كل محطات العرب الراقصة، التي تغني على ليلاها، وليلها طرب.. فيما ليلي تعب وامامي صورة جميلة لزمن جميل أتمنى ان يعود، تلك الصورة لرجال كانوا يغنون وهم يعبرون النهر، وقد نقشوا على كعب «الكلاشنكوف» اسماء امهاتهم «حكمية وصبحية وزينب وفاطمة».. وكانت اهازيجهم لامهاتهم.. يمه.. يايمه اعطيني رشاشي.. طلبتني الثورة والصبح ماشي...
واقف محبطا، فأكثر من 150 مليون شاب عربي واكثر من 500 مليون شاب مسلم، لا يعرفون الرشاش، لأن امهاتهم.. نيفين وسالي وتالا.. لا يرغبن في أن يستشهدن حتى ولو كان ذلك على كعب بندقية..
نبضة أخيرة
أنفاسك..تجلي الصدر وتعيد للرئة انفاسها..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/01/2017
3411