+ A
A -

أكد الإعلامي عادل عبدالله أن المؤسسات الإعلامية المحلية نجحت في تغطية مونديال قطر وساهمت بشكل كبير في إنجاح البطولة الأكبر والأهم عالمياً، وأوضح مذيع صوت الخليج في حواره مع «الوطن » أن قطر استطاعت أن تبهر العالم بنسخة فريدة واستثنائية لن تتكرر، كما تطرق إلى العديد من الجوانب والكواليس والصعوبات التي واجهته وفريق إذاعة صوت الخليج خلال كأس العالم.. وأمور أخرى في الحوار التالي..

{ حدثنا عن مشاركتك الإعلامية في كأس العالم؟

كنت فخورا جداً بأن أكون ضمن فريق كبير أعدته إذاعة صوت الخليج لتغطية حدث عالمي كبير كهذا، وقدمت من خلال الإذاعة مجموعة برامج منها برنامج «كابتن صوت الخليج» بالتناوب مع مجموعة من الإعلاميين الذين حضروا خصيصاً لتقديم هذا البرنامج، وهم الفنان السعودي القدير يوسف الجراح، الإعلامي العماني محمد المخيني، والإعلامي العراقي علي الخالدي، كما قدمت مع بعض زملائي في الإذاعة برنامج «مساء المونديال»، إضافة للمساهمة في إعداد برنامج «عالوعد» الذي قدمه الإعلامي علي نجم وشاركت معه في تقديم بعض الحلقات.

{ما هي كواليس وطقوس العمل الإعلامي خلال البطولة؟

كنا في صوت الخليج عبارة عن خلايا عمل من الصباح الباكر حتى الليل، لا نكل ولا نمل، فتجدنا مستعدين لكل الاحتمالات، التواصل بيننا لا ينقطع طوال اليوم، والاجتماعات اليومية مستمرة لتقديم أفضل ما لدينا، وأعتقد أن كلا منا كان يحاول تقديم أفضل ما لديه من عطاء، خدمة للوطن في هذا الحدث.

{ما الصعوبات التي واجهتكم خلال التغطيات المتواصلة للبطولة؟

نظراً لكمية البرامج الكثيرة التي قدمتها صوت الخليج في خريطة مميزة وبث مباشر لساعات طويلة جداً لم نعهدها من قبل بهذا الشكل اليومي، توقعت أن تكون هناك معوقات، لكن ولله الحمد كان المسؤولون لدينا يذللون كل العقبات والصعاب، بدءاً من الزميلة العزيزة رجاء سلمان رئيسة قسم البرامج مرورا بالأستاذ سالم المنصوري مساعد المدير الذي كان يشرف على كل صغيرة وكبيرة، وبدعم من الأستاذ محمد المرزوقي مدير الإذاعة وصولاً إلى سعادة الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، كل شيء كان يسير بسلاسة تامة ومهنية عالية جداً.

{كيف كان تفاعل الجمهور معكم ومع البرامج والفقرات بشكل عام؟

بدالة إذاعة صوت الخليج رغم خطوطها الكثيرة، لم تكن تتوقف من اتصالات وتفاعل الجمهور طوال اليوم، إضافة إلى وجود جماهير غفيرة تحضر للتصوير في الاستوديو الخارجي الذي أنشئ خصيصا لهذا الحدث.

{من هم أبرز النجوم والشخصيات الذين حاورتهم خلال كأس العالم؟

برنامج «عالوعد» كان هو البرنامج المخصص للاستضافات، وكان يقدمه الإعلامي الكويتي المعروف علي نجم، وكان دوري يقتصر على الإعداد لهذا البرنامج وساهمت في تقديم حلقات بسيطة، لكن هناك أكثر من 35 ضيفاً حل على هذا البرنامج، وجميعهم بارزون في مجالاتهم، لا أريد ذكر أحد منهم حتى لا يكون هناك تمييز بين الضيوف، وجميعهم نجوم.

{ما هي الشخصية الإعلامية التي برزت خلال الحدث من وجهة نظرك؟

حقيقةً كل الإعلاميين برزوا في هذا الحدث، وكل منا كان يحاول تقديم أفضل ما لديه، ليس في صوت الخليج فحسب، إنما في كل المنصات الإعلامية، إضافة إلى مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا الحدث كان الأبرز على مستوى الكرة الأرضية وتاريخها، والجميع كان يدرك ذلك، وكانوا يتسابقون لوضع بصماتهم فيه، مما جعله الأكثر تميزاً حتى على المستوى الإعلامي.

{كيف كانت الأجواء من وجهة نظرك خلال البطولة؟

أجواء البطولة كانت استثنائية بكل ما فيها، تعودنا على زحمة الجماهير وهتافاتهم وتفاعلهم الكبير، ليس في أجواء الملاعب إنما في كل مكان حولنا، سوق واقف، كتارا، لوسيل، اللؤلؤة، سوق الوكرة القديم، الكورنيش، منطقة المشجعين، المترو، كلها كانت تنبض بالحياة والروح التنافسية الجميلة.

{كيف تقيم التغطية الإعلامية المحلية للبطولة؟

تغطية احترافية بامتياز، لم ينقصها شيء، لم أتوقع أن أشاهد هذا الزخم الإعلامي الكبير.

{ما رأيك في المنافسة القوية بين المنتخبات التي شاركت في تلك النسخة؟

قلت سابقاً إنها نسخة استثنائية، حتى في نتائجها، من كان يتوقع أن يفوز المنتخب السعودي على الأرجنتين المرشح الأقوى للبطولة ؟ من كان يتوقع فوز تونس على فرنسا بطل النسخة السابقة ؟.. من كان يتوقع خروج ألمانيا من دور المجموعات ؟.. أحداث (لخبطت) عقولنا وتوقعاتنا.

{رأيك في أداء المنتخبات العربية؟

كان أداء مميزا ولوحظ فيه تطور كرة القدم العربية، أربعة منتخبات كان حضورها مبهرا، السعودية قدمت مستوى رائعا وبطوليا، تونس قدمت كرة قدم ولعبا عالميا، المغرب كسرت كل التوقعات ووصلت إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب، قطر أيضاً رغم خسارتها إلا أن المستوى الفني الذي قدمه المنتخب يبشر بالخير في تطور كرة القدم.

عزيزي.. كانت الدول العربية سابقا تخسر من المنتخبات الكبيرة بعدد كبير من الأهداف ولم تكن هناك ندية، الآن هذه المنتخبات تفوز بهدف أو هدفين وبصعوبة كبيرة على المنتخبات العربية.

{قطر قدمت نسخة استثنائية.. كيف رأيت أصداء العالم حول التنظيم؟

بعيداً عن الإعلام «المشبوه» الذي كان يبحث عن أمور خارج كرة القدم، العالم كله وبشهادة الساسة والقادة رفع القبعة لدولة قطر التي وعدت بأن تقدم مونديالا نموذجيا في كل شيء، وأوفت بوعدها رغم الحملة الشرسة التي تعرضت لها طوال اثني عشر عاماً، العالم كله منبهر مما قدمت قطر، ولايزال الإبهار والإنبهار قائما إلى يومنا هذا.

{ماذا عن الإيجابيات التي خرجت بها قطر من المونديال؟

هناك نقطة ربما لم يسلط الضوء عليها كثيرا، عندما تستضيف أي دولة بطولة كأس العالم يؤثر ذلك على شعب الدولة المستضيفة، فكريا وثقافياً وسلوكياً، قطر وبكل فخر وبعدد سكانها القليل أثرت، وأثرت على العالم كله ثقافياً فكرياً اجتماعياً وإنسانيا، وبقي الشعب القطري محافظاً على مكتسباته الاجتماعية والدينية والمجتمعية وعلى قيمه الإنسانية العظيمة، شعب قطر منذ تأسيس الدولة إلى اليوم لا يمكن اختراقه، حتى وإن استضافت قطر كأس العالم كل عام.

قطر مسحت خلال شهر واحد، ما قدمته السينما الغربية طوال عقود من الزمن من تشويه لصورة الإنسان العربي.

{ما هي أبرز الجوانب التي لفتت انتباهك خلال البطولة؟

هي جوانب كثيرة، لكن أهمها إبراز الهوية القطرية والخليجية والعربية وجعلها تنتشر عالمياً في كل شعوب الأرض، وكذلك قوة تأثير الثقافة العربية والعادات الجميلة.

الجانب الأمني كان هاجساً كبيرا مع وجود مشاغبين من بعض الدول، لكن في قطر استطاع الجمهور العربي أن يفرض أخلاقه ويؤثر على غيره مما جعلها بطولة آمنة بكل المقاييس.

copy short url   نسخ
04/01/2023
0