تقوم مواقف قطر من القضية الفلسطينية على قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، دعما للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود عام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية، وهي مواقف مبدئية ثابتة لطالما أكدت قطر من خلالها على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم وشامل لهذا الصراع باعتباره الوسيلة الوحيدة لإشاعة الأمن والاستقرار والسلام في مجمل منطقة الشرق الأوسط.
إن ما تقوم به سلطات الاحتلال من أعمال، ومن ذلك اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك يوم الثلاثاء تحت حماية سلطات الاحتلال، تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، واستفزازا متعمدا لمشاعر ملايين المسلمين وتصعيدا خطيرا للممارسات الإسرائيلية المستمرة في استباحة المسجد الأقصى المبارك وتهويد القدس وتغيير وضعها القانوني والتاريخي وتوسيع الاستيطان، وهي تدفع إلى توسيع دائرة العنف وإحباط الآمال في سلام حقيقي يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الأمر الذي بستدعي تحرك المجتمع الدولي بصورة عاجلة وحازمة لإرغام إسرائيل على وقف انتهاكاتها واستفزازاتها، وإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية عن طريق الانخراط في عملية سياسية واضحة المعالم تقوم على ما أجمعت عليه الإرادة الدولية.
لقد رأينا عدة أمثلة على قدرة المجتمع الدولي في حل الصراعات عندما يرغب في ذلك، لكن ما لا يمكن فهمه هو هذا العجز حيال الانتهاكات الإسرائيلية والاكتفاء ببيانات ليس في مقدورها تغيير أي شيء، الأمر الذي يفرض شيئا مغايرا من شأنه تحقيق السلام الشامل بعد هذه العقود الطويلة من المعاناة.