+ A
A -
الأيام دول.. ونحن تتداول علينا الدول.. بعد أن انتهت الدولة العثمانية وقعنا بين فكي كماشة الدولتين الاستعماريتين فرنسا وبريطانيا.. فكان سايكس.. بيكو يجتمعان ويرسمان خريطة جديدة للعالم العربي.. وضرب الوعود التي منحت للشريف الحسين بن علي عرض الحائط، لتكون التقسيمة الحالية للعالم العربي.. فرنسا بعد الثورة الفرنسية بدأت تتراجع إلى ان تكون الدولة التي تحمي الحريات، وأمام ضربات الثوار في سوريا ولبنان والجزائر وتونس والمغرب رحلت.. بريطانيا وبعد الحرب العالمية الثانية ولكي تنجو من الالمان تنازلت عن مستعمراتها للأميركان.. حرب فيتنام اعادت اميركا إلى واشنطن.. مع جثث القتلى والألم الكبير.. في الشرق الاوسط كان الاستعمار اقتصاديا.. وحين حاول العرب ان يملكوا اقتصادهم جاءت أميركا بأساطيلها وقواعدها.. لتقف في وجه المد العربي..
اليوم وقد تم بيع خريطة سايكس بيكو.. دخلت دول تحتاج إلى مناطق نفوذ.. روسيا والصين.. والاستعمار القديم العاجز عن أن يحمي مناطق نفوذه بعد أن اظهر انه متواطئ على تقسيم الأمة وتجزئة الأمة وقتل الأمة واقامة دولة صهيونية عنصرية في وسط الجسد العربي لتمزق هذا الوطن.. ومن ثم الروس الذين خرجوا مدحورين من افغانستان.. عادوا من اوسع الابواب العربية لينتقموا من كل من يقول لا اله الا الله..
أما الصينيون فهم باتوا دولة اقتصادية كبرى ويبحثون عن مناطق نفوذ لاقامة اسواقهم التي بدأت تنتشر وبقوة في العديد من الدول العربية.. وباتت الصين محط انظار الدولة الصهيونية التي بدأت ترسل وفودها إلى بكين وفدا تلو الآخر..
سألت تاجرا عربيا متجها إلى الصين.. هل تدرس الوضع الصين قال انا تاجر واطلب السياحة في الصين.. فيما يهودية قالت أنا اطلب البزنس الصيني.. وما بين البزنس والسياحة فرق..الصهيونية تعرف من أين تؤكل الكتف.. وتريد أن تبقى دولتها في العالم العربي في منأى عن طلب النفوذ الصيني خارج البزنس.. أما نحن ونعرف أن الصين وروسيا صاحبتا فيتو في مجلس الأمن.. وهذا الفيتو سيبقى بسطار الظلم فوق رأس كل من يفكر أن يخرج عن نفوذ الدول الأقوى.. الدول الأعظم.. التي باتت عظمى على حسابنا
نبضة أخيرة
حلق في سماء من قالت لك غرد كما تشاء وأينما تشاء والغت كلمة لا من قاموس خطابها..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/01/2017
1124