عبر الفنان الكويتي حسن البلام عن اشتياقه لرؤية الفنان غانم السليطي على خشبة المسرح، كما كشف عن اشتياقه للفنان الراحل عبد العزيز جاسم وأعماله، وأكد البلام في حوار من القلب مع الوطن أن هناك العديد من الفنانين في الخليج ظلموا ولم يصلوا إلى الجماهيرية التي يستحقونها، مشيراً إلى أن المهرجانات هي من أنصفت هؤلاء الفنانين.. وحول الحضور الجماهيري الكبير الذي أدى إلى رفع لافتة كامل العدد في مسرحية «الحرب العالمية السادسة» التي يعرضها حالياً على خشبة مسرح عبد العزيز ناصر بسوق واقف، فعبر البلام عن امتنانه واعتزازه بالترحيب الكبير والمحبة التي تلقاها من الجمهور القطري الذي وصفه بالذواق فنياً.

{ بعد غياب أكثر من 10 سنوات عن الظهور الفني في قطر.. تقدم هذه الأيام مسرحية «الحرب العالمية السادسة» على مسرح عبد العزيز ناصر بسوق واقف.. فكيف تصف شعورك بعد هذه السنوات؟

أولاً أشكر الجمهور الذي حضر العروض والذي كان توافده كبيراً وملأ الأماكن المتاحة عن آخرها، كما أتوجه له بمزيد من الود والحب على حسن الضيافة والترحيب الحار بي وبفريق العمل، وكذلك أشكر الجهة والشركة المنظمة على إتاحة الفرصة لي بالتواجد ورؤية هذا الجمهور المميز الذي اشتقت له كثيراً.

فيما يخص غيابي عن التواجد الفني في قطر، فأنا بالفعل لم أقدم أية أعمال في الدوحة منذ 10 أو 12 عاماً تقريباً، وسعيد جداً بهذا التواجد وهذه الفرصة العظيمة التي تمثل الكثير لي على المستويين الشخصي والفني.

{ وهل شعرت بتغير في الذوق العام للجمهور بعد كل هذه السنوات التي مرت؟

الجمهور القطري متذوق للفن وهو نفس الجمهور بذوقه المميز العاشق للفن وللمسرح.

{ لكن هناك أجيال جديدة وفئات عمرية مختلفة عن ذي قبل؟

بكل تأكيد.. هناك أجيال جديدة وفئات عمرية مختلفة، ولكن الذوق العام يبقى كما هو، وجمهور الدوحة العزيز كما هو، وهذا الأمر شعرت به ولامسته خلال تواجدي على خشبة المسرح، ومن تفاعل جميع الفئات العمرية التي حضرت العروض خلال الأيام السابقة.

{ وهل لابد من أن يواكب المسرح الزمن.. ويضع كاتب النص وفريق العمل في أولوياتهم اختلاف الفئات العمرية وتعاقب الأجيال؟

بالطبع لابد وأن يواكب المسرح تعاقب الأجيال، وأن يواكب الزمن ويكون متجدداً دائماً كما الفنان الذي يواكب الزمن ويطور من نفسه وأدواته ويجدد للجمهور بشكل دائم ومستمر.

-وما هي أهم أدواتك كفنان للتجديد والبحث عن كل ما هو جديد لإرضاء الجمهور ومواكبة الزمن؟

أولاً الممثل بشكل عام لابد وأن يكون مثقفاً وواعياً لكي يستطع مخاطبة الجمهور، أما عن أدواتي كفنان فتتمثل في ثقافتي، ثقافتي المجتمعية وثقافة الشارع والجريدة هذا كله بالإضافة إلى ثقافتي الأكاديمية والفنية، وكيفية استخدام ما امتلكه من أدوات ومواهب أنعم الله بها عليّ والتنويع بين الكوميديا والتراجيديا والدراما والصوت وغيرها من تلك الأدوات.

{ وماذا تقدم مسرحية «الحرب العالمية السادسة» للجمهور وما هي القصة التي تقدمها؟

باختصار نحن في هذه المسرحية نتحدث عن حرب عالمية سادسة، حرب فكرية تغزو الخليج وتخترق مجتمعاتنا وتروج للخراب من خلال الأفكار التي يستهدفون بها أطفالنا والأسرة والمجتمع، وذلك عبر أسلحتهم وأدواتهم المتمثلة في الأجهزة الإلكترونية الحديثة التي تتواجد في كل منزل وكل بيت من بيوتنا، ولذلك أشرنا في المسرحية إلى هذه الأجهزة بأنها مخلفات.. ونوضح خلال العمل بأن كل هذه المخلفات هي من أدت إلى اندلاع الحرب العالمية السادسة، فليست حرب سلاح ولكنها حرب فكرية.

{ المسرحية عرضت في السعودية وحققت نجاحاً كبيراً.. فهل هناك نية لعرضها في بعض الدول الخيلجية الأخرى؟

العروض حققت نجاحاً كبيراً في السعودية وهي الآن تحقق نفس النجاح في قطر ونتمنى أن تكون لها محطات أخرى في دول خليجية أخرى مستقبلاً.

{ عندما تنقل العروض من دولة إلى أخرى ومن مكان لآخر.. ما الذي يتم تعديله على النص أو تعرض المسرحية كما هي دون أية تعديلات؟

لا تكون هناك تعديلات.. ولكن إذا كانت هناك أسماء مدن أو مناطق من الممكن تعديل ذلك بما يتماشى مع الدولة التي يتم عرض العمل فيها، وبصفة عامة نحن نمثل المسرح الكويتي ولابد من أن يكون النص كويتيا يمثل الجهة التي ينتمي لها، فالمسرحية عبارة عن رواية.. والرواية ليست حكراً على بلد ما، بل يمكن أن تعرض في أي مكان وأي دولة.

{ في ظل الاهتمام الكبير بالسوشيال ميديا وعزوف شريحة كبيرة من الجمهور عن المسرح.. هل هناك مؤشر ما يعكسه النجاح الجماهيري الكبير لعروض المسرحية؟

أرى أنه لا توجد مقارنة بين السوشيال ميديا والمسرح، المسرح أبو الفنون وما يقدمه من فن يختلف تماماً أي نوع آخر من الفنون، وجمهور خشبة المسرح موجود ويبحث عن الأعمال الجيدة ويذهب ليتابعها بشغف، وعلى العكس نرى جمهور المنصات يعزف عن منصة ويتجه إلى آخرى وكل يوم بحال، ولكن في المسرح الوضع يختلف تماماً، فالفن المسرحي موجود منذ قديم الأزل، ولا يزال مستمراً وباقيا.

{ لكن في بعض الدول المسرح متراجع وجمهوره في تراجع واضح؟

المسرح يمرض ولا يموت، ولكنه يعود مرة أخرى ويتعافى من جديد ويضم ويحتضن جمهوره، كما حدث في مصر، كانت هناك فترة تراجع فيها المسرح ومرض فعلياً، ولكنه سرعان ما استعاد عافيته من خلال بعض النجوم وبالتحديد تجربة الفنان أشرف عبد الباقي والنجوم الشباب في «مسرح مصر»، ومن ثم ظهر جيل من الشباب استطاع أن يستكمل المسيرة ومن بعدها ظهرت العديد من الأعمال والمسرحيات التي جمعت الجمهور مرة أخرى واستقطبته، ونحن في الخليج كذلك ننتمي لمصر فنيا ومسرحيا وما يحدث في مصر بالطبع فنحن جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، ولكن إن كان المسرح مريضاً في بعض الدول إن شاء الله سيعود بعزيمة الفنانين وروح الشباب.

{ من الفنان القطري الذي تستمتع بأدائه المسرحي وتتمنى أن تشاهده على خشبة المسرح؟

أشتاق لرؤية الفنان الراحل عبد العزيز جاسم، وكذلك الفنان القدير غانم السليطي، فقد تربينا على أعمالهما وبكل تأكيد أشتاق لأعمالهما.

{ وعلى مستوى المسرح الخليجي من هو الفنان الذي تتمنى أن تتابعه؟

هناك العديد والعديد من الأسماء الفنية الخليجية التي يمكن التطرق والإشارة لها، ولكن أرى أن المسرح الخليجي ظلم بعدم وجود المعاهد المسرحية ولكن هناك العديد من الفنانين المميزين الذين تواجدوا في المهرجانات، ولكنهم ظلموا أيضًا على المستوى الجماهيري.