صاحت الأم.. وذهل الوالد.. فقد وقع الولد..
فالدم النازف من رأس الطفل، أغرق قميصه وبنطاله وقدميه.. حمله الأب وركض إلى الطوارئ التي وصلها الساعة الثامنة ليلا.. استقبلوه في طوارئ السد ونظفوا الجرح في الجبين ثم قالوا له ليس من اختصاصنا الجراحة اذهب إلى طوارئ مؤسسة حمد ليجد مئات المراجعين من حالات عاجلة وآجلة وأنين بحجم الصراخ.. انتظر الدور حتى الثانية عشرة ليلا.. الكادر الطبي مشغول.. فالعدد مهول..
اتصلت والدته بي تقول.. عمي.. نريد واسطة في الطوارئ!! ولأني متحيز للصحة.. قلت لها: الطوارئ لا تحتاج إلى وساطة.. أغلقت الهاتف.. فاتصلت جدته وقلبها يقطر حزنا تقول حفيدك يحتاج إلى واسطة في الطوارىء.. العمة ابنتي المتحيزة للمؤسسة ايضا قالت لينتظر دوره ولينزف حاله حال الآخرين فلا تتوسط لتأخذ دور مريض ثان..
لكن حين تتكلم الجدة فهذا يعني الأمر جلل وخطير والتنفيذ واجب.. حملت نفسي وتوجهت إلى الطوارئ.. طبعا لا يوجد غيرها ( طوارئ مستشفى حمد العام) لأفاجأ بكل عمال قطر يملأون الصالة.. سألت عن الوالد والولد الذي لم يتجاوز عمره السنتين.. واتصلت بالزميل طاهر ابو زيد خبير الصحة في الوطن.. الذي بدأ في إجراء اتصالاته..والكل يطمئن.. لو هناك حالة حرجة لتم استثناؤه من الدور.. فوددت الاتصال بصديق الناس السيد علي الخاطر المدير التنفيذي للعلاقات العامة لكن الوقت كان متأخرا.. إلى أن جاء صوت طبيب يقول لي حفيدك عبد الله تحت يد الطبيب ويتم تخييط الجرح.. لم يسمح لي بالدخول فالعلاج يجري في جناح النساء.
وقفت على مدخل الطوارئ لا أبالغ اذا قلت أنه كل ثانية ترد حالة.. والطوارئ تشتغل بكامل طاقتها.. ولكثرة ما يشاهدون يوميا حتى ولوجاء المريض في آخر انفاسه فالكل يجب أن يعامل بسواسية..
هذا الحال اشهده منذ سنوات.. وأتساءل.. الا يوجد طوارئ ثانية وثالثة ورابعة وخامسة.. حتى لا يكون التأخير سببا في وفاة إنسان.. وأعتقد أن هناك امكانية أن تكون بعض المراكز الصحية للطوارئ بكل تخصصاتها.
نبضة أخيرة
اضطرب قلبي ركضت مهرولا للطوارئ فقال لي الطبيب أعد اليه من يجيد فن الرقص على أوتاره!!!
المرأة كما الوردة.. اذا فتحت اوراقها لكل المارة تصبح بلا رائحة .
بقلم : سمير البرغوثي
فالدم النازف من رأس الطفل، أغرق قميصه وبنطاله وقدميه.. حمله الأب وركض إلى الطوارئ التي وصلها الساعة الثامنة ليلا.. استقبلوه في طوارئ السد ونظفوا الجرح في الجبين ثم قالوا له ليس من اختصاصنا الجراحة اذهب إلى طوارئ مؤسسة حمد ليجد مئات المراجعين من حالات عاجلة وآجلة وأنين بحجم الصراخ.. انتظر الدور حتى الثانية عشرة ليلا.. الكادر الطبي مشغول.. فالعدد مهول..
اتصلت والدته بي تقول.. عمي.. نريد واسطة في الطوارئ!! ولأني متحيز للصحة.. قلت لها: الطوارئ لا تحتاج إلى وساطة.. أغلقت الهاتف.. فاتصلت جدته وقلبها يقطر حزنا تقول حفيدك يحتاج إلى واسطة في الطوارىء.. العمة ابنتي المتحيزة للمؤسسة ايضا قالت لينتظر دوره ولينزف حاله حال الآخرين فلا تتوسط لتأخذ دور مريض ثان..
لكن حين تتكلم الجدة فهذا يعني الأمر جلل وخطير والتنفيذ واجب.. حملت نفسي وتوجهت إلى الطوارئ.. طبعا لا يوجد غيرها ( طوارئ مستشفى حمد العام) لأفاجأ بكل عمال قطر يملأون الصالة.. سألت عن الوالد والولد الذي لم يتجاوز عمره السنتين.. واتصلت بالزميل طاهر ابو زيد خبير الصحة في الوطن.. الذي بدأ في إجراء اتصالاته..والكل يطمئن.. لو هناك حالة حرجة لتم استثناؤه من الدور.. فوددت الاتصال بصديق الناس السيد علي الخاطر المدير التنفيذي للعلاقات العامة لكن الوقت كان متأخرا.. إلى أن جاء صوت طبيب يقول لي حفيدك عبد الله تحت يد الطبيب ويتم تخييط الجرح.. لم يسمح لي بالدخول فالعلاج يجري في جناح النساء.
وقفت على مدخل الطوارئ لا أبالغ اذا قلت أنه كل ثانية ترد حالة.. والطوارئ تشتغل بكامل طاقتها.. ولكثرة ما يشاهدون يوميا حتى ولوجاء المريض في آخر انفاسه فالكل يجب أن يعامل بسواسية..
هذا الحال اشهده منذ سنوات.. وأتساءل.. الا يوجد طوارئ ثانية وثالثة ورابعة وخامسة.. حتى لا يكون التأخير سببا في وفاة إنسان.. وأعتقد أن هناك امكانية أن تكون بعض المراكز الصحية للطوارئ بكل تخصصاتها.
نبضة أخيرة
اضطرب قلبي ركضت مهرولا للطوارئ فقال لي الطبيب أعد اليه من يجيد فن الرقص على أوتاره!!!
المرأة كما الوردة.. اذا فتحت اوراقها لكل المارة تصبح بلا رائحة .
بقلم : سمير البرغوثي