جاء مدرس التاريخ الأستاذ شاكر.. مزهوا ليعلن لطلبته في الصف الثالث الإعدادي عام 1965 أنه تم في سوريا إلقاء القبض على الجاسوس «ايلي كوهين» حينها سمعنا لأول مرة كلمة جاسوس.. وأن هذا الجاسوس يهودي ولد في مصر وكان يقوم بأعمال إرهابية في مصر ضد الاميركان والانجليز من اجل اساءة العلاقة بين مصر وهاتين الدولتين.
وخرج من مصر بعد أن اقنع المحققين انه بريء أو ربما المحققين أرادوا له أن يخرج ليعود إلى سوريا باسم كامل أمين ثابت وينضم إلى حزب البعث الذي يرأسه حاليا بشار الاسد.. وكاد يصل إلى منصب مهم في الحكومة السورية.. تساءلنا يومها من هو الجاسوس فقال الاستاذ شاكر انه العميل لدولة اخرى وهو الفرد الذي يمارس التجسس، أو أكثر عموما هو الشخص الذي ينشط فيما يتعلق بجمع المعلومات السرية للاستخبارات (وهذا يعني التجسس) في الدولة، ويطلق على الشخص الذي يقوم بجمع معلومات شخصية أو أمنية أو تتعلق بالمجتمع بشكل سري غير معلن من دون تخويل أو سماح من الجهة التي جمع عنها أو منها المعلومات، وتمرير هذه المعلومات إلى جهه أخرى.
احد الطلاب الذي كان والده يعمل تاجرا ولديه سجل مكتوب عليه «العملاء» قال والدي عنده سجل للعملاء.. ضحك الاستاذ شاكر وقال العميل التجاري غير العميل التجسسي فالعميل التجاري هو الذي يتيح للمؤسسة يتعامل معها الفرصة كي تخدمه بشكل جيد، وهو الشخص الأكثر أهمية في كل وقت وكل مكان، هو الذي تعتمد عليه المؤسسة في التخطيط لحاضرها ومستقبلها، هو الذي يعبر عن رغباته ومتطلباته وتصبح مهمة المؤسسة أن تلبي له هذه الرغبات وتفي بهذه المطالب، إنه هو الذي يمنح المؤسسة القدرة على الاستمرار وتحقيق النجاح، وهو كذلك قد يكون أحد أسباب خروج المؤسسة من السوق.
استذكرت الحالتين.. في مناسبتين، فطلب اسرائيل من بوتين السماح لها بنقل رفاة «ايلي كوهين» من المزة في سوريا ليدفن في اسرائيل ووعد بوتين مع انه لا يعرف اين يقع القبر ولا بشار يعرف.. سوى انه في المزة ومن ثم قد يحتاج الامر إلى ازالة كل العمارات التي بنيت فوق القبر للوصول عبر الـ DNA)) إلى هذا الجاسوس والذي قد يؤدي الوصول اليه قتل المئات وتدمير البيوت على رأس سكانها خاصة وانهم من اهل السنة ورجال باب الحارة الاحرار..
والأمر الثاني حين قال لي عميل لن اتعامل مع مؤسسة تشتمنا.. ولن اشتري منتجها.. فهذا عميل يبحث عن مؤسسة يتيح لها أن تخدمه لتستفيد ويستفيد..
هناك فرق بين العميل والجاسوس.. فالعميل علينا ارضاؤه والجاسوس لنبحث عنه فهو يعيث فسادا في العراق وسوريا واليمن.. ولو كان هناك هتلر عربي لاقام محرقة ثانية لمن يتسبب في هذا الدمار للأمة العربية والإسلامية..
نبضة اخيرة
حرفان.. المسافة بينهما صفر في الصفاء.. وفي الجفاء تمتد إلى آخر السماء.
بقلم : سمير البرغوثي
وخرج من مصر بعد أن اقنع المحققين انه بريء أو ربما المحققين أرادوا له أن يخرج ليعود إلى سوريا باسم كامل أمين ثابت وينضم إلى حزب البعث الذي يرأسه حاليا بشار الاسد.. وكاد يصل إلى منصب مهم في الحكومة السورية.. تساءلنا يومها من هو الجاسوس فقال الاستاذ شاكر انه العميل لدولة اخرى وهو الفرد الذي يمارس التجسس، أو أكثر عموما هو الشخص الذي ينشط فيما يتعلق بجمع المعلومات السرية للاستخبارات (وهذا يعني التجسس) في الدولة، ويطلق على الشخص الذي يقوم بجمع معلومات شخصية أو أمنية أو تتعلق بالمجتمع بشكل سري غير معلن من دون تخويل أو سماح من الجهة التي جمع عنها أو منها المعلومات، وتمرير هذه المعلومات إلى جهه أخرى.
احد الطلاب الذي كان والده يعمل تاجرا ولديه سجل مكتوب عليه «العملاء» قال والدي عنده سجل للعملاء.. ضحك الاستاذ شاكر وقال العميل التجاري غير العميل التجسسي فالعميل التجاري هو الذي يتيح للمؤسسة يتعامل معها الفرصة كي تخدمه بشكل جيد، وهو الشخص الأكثر أهمية في كل وقت وكل مكان، هو الذي تعتمد عليه المؤسسة في التخطيط لحاضرها ومستقبلها، هو الذي يعبر عن رغباته ومتطلباته وتصبح مهمة المؤسسة أن تلبي له هذه الرغبات وتفي بهذه المطالب، إنه هو الذي يمنح المؤسسة القدرة على الاستمرار وتحقيق النجاح، وهو كذلك قد يكون أحد أسباب خروج المؤسسة من السوق.
استذكرت الحالتين.. في مناسبتين، فطلب اسرائيل من بوتين السماح لها بنقل رفاة «ايلي كوهين» من المزة في سوريا ليدفن في اسرائيل ووعد بوتين مع انه لا يعرف اين يقع القبر ولا بشار يعرف.. سوى انه في المزة ومن ثم قد يحتاج الامر إلى ازالة كل العمارات التي بنيت فوق القبر للوصول عبر الـ DNA)) إلى هذا الجاسوس والذي قد يؤدي الوصول اليه قتل المئات وتدمير البيوت على رأس سكانها خاصة وانهم من اهل السنة ورجال باب الحارة الاحرار..
والأمر الثاني حين قال لي عميل لن اتعامل مع مؤسسة تشتمنا.. ولن اشتري منتجها.. فهذا عميل يبحث عن مؤسسة يتيح لها أن تخدمه لتستفيد ويستفيد..
هناك فرق بين العميل والجاسوس.. فالعميل علينا ارضاؤه والجاسوس لنبحث عنه فهو يعيث فسادا في العراق وسوريا واليمن.. ولو كان هناك هتلر عربي لاقام محرقة ثانية لمن يتسبب في هذا الدمار للأمة العربية والإسلامية..
نبضة اخيرة
حرفان.. المسافة بينهما صفر في الصفاء.. وفي الجفاء تمتد إلى آخر السماء.
بقلم : سمير البرغوثي