سنلعن أحمد سعيد «صوت الضلال» من «صوت العرب» في القاهرة الذي أقنعنا بأن روسيا «الاتحاد السوفياتي» سابقا «صديق»، ورددنا بفخر مع عبد الناصر «رغم حزننا على إعدامه سيد قطب»، نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا «فعادينا الغرب كله، وصادقنا الاشتراكيين كلهم.. صادقنا البوذييين في الهند وعادينا المسلمين في اندونيسيا.. وماليزيا.. صادقنا تيتو وعادينا السعودية.. صادقنا كل أعداء الإسلام وعادينا كل اصدقاء الإسلام..».
أمس، لعنت تاريخ الستينيات والسبعينيات التي فتحنا فيها الجزائر وسوريا ومصر وليبيا والعراق مناطق نفوذ للروس.. الذين اندحروا من الباب في العقد الأخير من الألفية الثانية، ليعودوا من الشباك السوري أكثر إجراما وأشد فتكا في العقد الثاني من الألفية الثالثة..
أمس ودم الطفولة يسفح في إدلب سألت الله مخلصا أن تحترق الطائرات الروسية التي تنتهج الأرض المحروقة للقضاء على المسلمين السنة في حلب مؤخرا وفي ادلب.. لقد اقنعونا أن الاتحاد السوفياتي الذي كان من أول الدول التي اعترفت باسرائيل هو الذي سوف يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيي، لكن ما يعمله في الخفاء أشد فتكا مما تعمله أميركا في الفضاء..
لقد كان الاتحاد السوفياتي السابق من أولى الدول التي اعترفت باستقلال سوريا وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1944. وتعززت العلاقات السورية- الروسية بشكل كبير لترتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي بوصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم في 1970 وإعلانه انطلاق ما عرف بالحركة التصحيحية التي كرست حكمه في استفتاء عام 1971. وقضى فيها على كل ما يساعد الأكثرية بالعودة للحكم..
نعم وقفنا ضد السادات حين طرد السوفيات.. عام 1971 لأنه أدرك انهم لن يساعدوه في حربه مع اسرائيل.
لكن الكريملين وجد في البعث أفضل البدائل فتدفق السلاح إلى العراق وسوريا، قدمت القيادة السوفياتية دعما سياسيا مشهودا لسوريا في المحافل الدولية وساهم الاتحاد السوفياتي في بناء البنية التحتية للاقتصاد السوري لاسيما في فروعه الاستراتيجية كالطاقة والتعدين والري واعتبر البلدان التعاون بينهما متجاوبا مع مصالحهما المشتركة.
عام 1992 كان دين سوريا لروسيا يتجاوز مبلغ 13 مليار دولار. وفي عام 2005 وقعت بين البلدين اتفاقية شطب 73% من الديون السورية آخذا بالحسبان ان المبلغ المتبقي وقدره 2.11 مليار دولار سيتم صرفه لتنفيذ العقود الروسية. وتم إبرام هذه الاتفاقية في يونيو عام 2008، وتمتد روسيا الاتحادية على 17 مليون كيلومتر مربع في آسيا وأوروبا وتعتبر سورية نافذتها على البحر الأبيض المتوسط. ولهذا فسوف تعمل روسيا على حرق ما يحول دون بقاء هذه النافذة..
ما يحزننا أن الروس يقتلون الاطفال والنساء والرجال المدنيين في الأسواق وفي بيوتهم وبدم بارد والمعارضة المسلحة ليست قادرة على حماية المدنيين الضحية في هذه المعركة غير المتكافئة.
حرق ادلب قادم اذا استمرت المعارضة بالاحتماء بالمدنيين وعليها الخروج من المدن والقرى وتستخدم حرب العصابات اذا أرادت أن تقض مضاجع الاسد في عرينة المتهاوي في دمشق.
ولنقف في وجه القمع الشرقي الجديد.
**
نبضة أخيرة
ما بين القطة الشيرازية والببغاء فرق.. الببغاء تردد والقطة تتمرد.. لذلك سعر الببغاء خمسة عشر ألف ريال.. وسعر القطة ألف ريال !!
بقلم : سمير البرغوثي
أمس، لعنت تاريخ الستينيات والسبعينيات التي فتحنا فيها الجزائر وسوريا ومصر وليبيا والعراق مناطق نفوذ للروس.. الذين اندحروا من الباب في العقد الأخير من الألفية الثانية، ليعودوا من الشباك السوري أكثر إجراما وأشد فتكا في العقد الثاني من الألفية الثالثة..
أمس ودم الطفولة يسفح في إدلب سألت الله مخلصا أن تحترق الطائرات الروسية التي تنتهج الأرض المحروقة للقضاء على المسلمين السنة في حلب مؤخرا وفي ادلب.. لقد اقنعونا أن الاتحاد السوفياتي الذي كان من أول الدول التي اعترفت باسرائيل هو الذي سوف يعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيي، لكن ما يعمله في الخفاء أشد فتكا مما تعمله أميركا في الفضاء..
لقد كان الاتحاد السوفياتي السابق من أولى الدول التي اعترفت باستقلال سوريا وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 1944. وتعززت العلاقات السورية- الروسية بشكل كبير لترتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي بوصول حافظ الأسد إلى سدة الحكم في 1970 وإعلانه انطلاق ما عرف بالحركة التصحيحية التي كرست حكمه في استفتاء عام 1971. وقضى فيها على كل ما يساعد الأكثرية بالعودة للحكم..
نعم وقفنا ضد السادات حين طرد السوفيات.. عام 1971 لأنه أدرك انهم لن يساعدوه في حربه مع اسرائيل.
لكن الكريملين وجد في البعث أفضل البدائل فتدفق السلاح إلى العراق وسوريا، قدمت القيادة السوفياتية دعما سياسيا مشهودا لسوريا في المحافل الدولية وساهم الاتحاد السوفياتي في بناء البنية التحتية للاقتصاد السوري لاسيما في فروعه الاستراتيجية كالطاقة والتعدين والري واعتبر البلدان التعاون بينهما متجاوبا مع مصالحهما المشتركة.
عام 1992 كان دين سوريا لروسيا يتجاوز مبلغ 13 مليار دولار. وفي عام 2005 وقعت بين البلدين اتفاقية شطب 73% من الديون السورية آخذا بالحسبان ان المبلغ المتبقي وقدره 2.11 مليار دولار سيتم صرفه لتنفيذ العقود الروسية. وتم إبرام هذه الاتفاقية في يونيو عام 2008، وتمتد روسيا الاتحادية على 17 مليون كيلومتر مربع في آسيا وأوروبا وتعتبر سورية نافذتها على البحر الأبيض المتوسط. ولهذا فسوف تعمل روسيا على حرق ما يحول دون بقاء هذه النافذة..
ما يحزننا أن الروس يقتلون الاطفال والنساء والرجال المدنيين في الأسواق وفي بيوتهم وبدم بارد والمعارضة المسلحة ليست قادرة على حماية المدنيين الضحية في هذه المعركة غير المتكافئة.
حرق ادلب قادم اذا استمرت المعارضة بالاحتماء بالمدنيين وعليها الخروج من المدن والقرى وتستخدم حرب العصابات اذا أرادت أن تقض مضاجع الاسد في عرينة المتهاوي في دمشق.
ولنقف في وجه القمع الشرقي الجديد.
**
نبضة أخيرة
ما بين القطة الشيرازية والببغاء فرق.. الببغاء تردد والقطة تتمرد.. لذلك سعر الببغاء خمسة عشر ألف ريال.. وسعر القطة ألف ريال !!
بقلم : سمير البرغوثي