+ A
A -

منذ أيام نشرت صحيفة «Daily mail» البريطانية صورة مؤلمة للاعب كرة القدم الدولي الكندي «باول جيمس» وهو مشردٌ نائم على أرصفة مدينة لندن!

«باول جيمس» إنجليزي الأصل يحمل الجنسية الكندية، شارك في صفوف المنتخب الكندي في بطولة كأس العالم في العام 1986 والتي أقيمت في المكسيك. وكان في العام الذي قبله قد فاز ببطولة «الكونكاكاف» مع المنتخب الكندي!

ما بين النجومية والتتويج وتلك الصورة المؤلمة خسر اللاعب أمواله، وصار مشردا دون أن يلتفت إليه أحد، لا الدولة التي أصله منها، ولا الدولة التي مثّلها في المحافل الدولية!

قبل هذا بألف وأربعمائة سنة مرّ عمر بن الخطاب ببيت في المدينة المنورة، وعلى الباب شيخ كبير ضرير يسأل الصدقة!

فقال له: من أي أهل الكتاب أنت؟

فقال: يهوديٌّ!

فسأله: فما ألجأك إلى ما أرى؟

فقال: الجزية، والحاجة، والسّن!

فقال له عمر: والله ما أنصفناك إذ أكلنا شبابك ثم خذلناك عند شيبتك!

ثم أرسل إلى عامل بيت المال، وقال له: انظر هذا وضرباءه، فارفع عنهم الجزية،، واجعل لهم كل شهر عطاء!

مؤلمٌ والله هو العقوق! مشهد «باول جيمس» ملقى على الرصيف مشردا، لا يختلف عن مشهد أولاد يلقون آباءهم في دور العجزة! كلاهما عقوق، ولكن الأول عقوق على مستوى الدولة، والثاني عقوق على مستوى الأفراد!

صحيح أنه لا شيء كثير على الوطن، وأن خدمته في أي مجال هي واجب، ولكن الوطن الذي يأكل الناس لحما ويرميهم عظما هو وطن جاحد! وأي شخص يمثّل وطنه في أي محفل دولي، أو يخدمه في أي منصب عام، ثم ينتهي به المطاف نائما على الأرصفة، لا يمكن وصف نومته هذه إلا أنها وصمة عار على جبين الوطن! عموما خدم الإنسان وطنه أو كان بسيطا مجهولا، فمن حقه أن تحفظ شيبته ولا يهان في كبره، ورحم الله عمر بن الخطاب!

copy short url   نسخ
10/01/2023
540