.. دق الباب.. ذهب الولد مسرعا.. فناداه والده بالإشارة وهمس بأذنه قائلا له: أنا لست موجودا إذا الطارق يريدني.. هز الولد رأسه مستغربا.. متسائلا: كيف يا والدي؟.. وأنت موجود.. فقال له: افعل ما تؤمر يا ولد.. وحين سأل الطارق عن والده... تلعثم الولد وقال: موجود.. ثم كذب كذبة والده وقال بخجل «عفوا غير موجود».. لتكون أول كذبة ينطق بها لتجر خلفها كذبة لم ولن تكشفها «حقائق أحمد سعيد» الإعلامي إياه الذي كان يستولي على صوت العرب في القاهرة فقد كان له برنامج «أكاذيب تكشفها حقائق» ليتبين فيما بعد أن الحقائق هي الأكاذيب والأكاذيب هي الحقائق.. لذلك:
-لم ننتصر في معركة واحدة منذ عام 48 حيث شاركت سبع دول عربية في تلك الحرب وكانت مهمتها ليس دحر العصابات الصهيونية وإنما وقف الجهاد الفلسطيني والعربي.
- في عام 56 سلمنا سيناء لاسرائيل وضاعت أم الرشراش الفلسطينية وباتت في ليلة وضحاها (ايلات).
- في عام 67 اكتملت مؤامرة الهزائم وتم تسليم غزة والضفة وجريمة الجرائم تسليم القدس والجولان الهضبة الاستراتيجية العظيمة.
- في عام 73 جرى العبور المبدع وأجاد الجندي المصري، غير انه بعد 16 يوما كان كيسنجر يخترق الشرف العربي وتتم محادثات الكيلو 101 على طريق القاهرة السويس واحتلوا السويس..
حقائق أحمد سعيد ويحاسب عليها.. المشكلة أن الاعلام يستمر في التضليل وكشف حقائق هي اكاذيب يتغنى بها اعلام موروث عن احمد سعيد رجل إعلام الرئيس عبد الناصر.
**
إننا نخون الحقيقية.. قلت لصديقي الذي طلقته زوجته لأنه هتف باسم حبيبته حين نادى عليها: هل رويت حكايتك لنزار قباني حتى قال قصيدته تناقضات؟، قال: نحن العرب نخون الحقيقية وملايين مثلي منذ أغرتهم الماسونية والصهيونية واعداء الإسلام يخونون الحقيقية ولا يحتاج نزار قباني لقصتي حتى يقول ما قال لحبيبته:
»ويعثر دوماً لساني
فأهتف اسمك حين أنادي عليها
وأشعر أني أخون الحقيقة»

نبضة أخيرة
الحقيقة القاهرة قتلتها، بغداد شرحتها دمشق دفنتها، والعواصم العربية كلها تدري بما كانا
بقلم : سمير البرغوثي