يعرف المشهد العربي اليوم واحدة من أهم فترات تطوره المعاصر، وهي لحظة تعرف تداخل عوامل كثيرة في تحديد مستقبله ومستقبل أجيال بكاملها خاصة مع تمدد الفوضى والحروب والأزمات على كل الرقعة الجغرافية العربية. تتميز هذه المرحلة المعقدة بغلبة الفعل الخارجي على كل الفواعل الداخلية الأخرى أي أن مصير الداخل أصبح يتحدد بدرجة كبيرة جدا بمصير الخارج سواء كان خارجا دوليا أو إقليميا. النظام الرسمي العربي يمر بأسوأ حالاته سواء على مستوى قدراته الداخلية أو الخارجية أو عبر مؤسساته الرسمية مثل جامعة الدول العربية أو غيرها من الأجهزة. إن خطورة هذه المرحلة توجب فعلا تنسيق الفعل العربي المشترك مهما كانت التضحيات والتنازلات لأن المعارك القادمة ستكون فعلا معارك مصيرية لن تستثني أحدا.
الواقع العربي والواقع الإسلامي سواء نُظر إليه ككلّ أو تمت مقاربته كمجموعة من المكونات الإقليمية يقع اليوم في قلب السياسة الأميركية التي يتحدد بها وبقراراتها بشكل مباشر وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الأولي أي أنه يصعب تصور إقليم عربي لا تنسحب عليه السياسات الأميركية الخارجية سواء بشكل علني أو بشكل غير معلن.
هذا الواقع يعيش اليوم واحدة من أكثر لحظاته الحضارية خطورة وحساسية في التاريخ الحديث وهي لحظة تحددت عناصرها الكبرى بثلاثة قطائع مفصلية أولها الغزو الأميركي للعراق ثم اعتداءات الحادي عشر سبتمبر وأخيرا ثورات الشعوب العربية. فإذا كان ربيع الشعوب حدثا داخليا صرفا عبرت من خلاله القوى المسحوقة في المجتمعات العربية عن رغبتها وعن قدرتها المنجِزَة في إسقاط أعتى الأنظمة الشمولية في التاريخ الحديث فأن القطيعتين الأخريين كانتا أميركيتين بشكل يسمح بثلاثة استنتاجات كبرى:
أولها غلبة الفعل الخارجي وخاصة الأميركي منه على الفعل الداخلي أي أن المنطقة العربية تقع بنسبة الثلثين تحت الفعل الأميركي المباشر بعد غزو العراق خلال حرب الخليج الأولى 1991 أو غزوها واحتلالها بعد أحداث سبتمبر 2011.
ثانيها أن الفعل العربي الوحيد الذي نجح في إحداث تغيرات سياسية غير مقرّرة خارجيا هي ثورات الشعوب الأخيرة بما هي ثورات عفوية جماهيرية. هذه الخاصية تسحب تحليليا كل النظريات المضادة التي يحاول إعلام الدولة العميقة ومنظروها إيهام الجماهير به مثل كون الثورات مؤامرة كونية وجزء من الفوضى الخلاقة التي بشر بها الأميركيون أنفسهم أكثر من مرّة.
ثالثها غياب النظام الرسمي العربي من دائرة الفعل السياسي والحضاري إلا بما هو حارس أمين لمصالح القوى الاستعمارية الخارجية التي رهنت بقاءه ببقاء سيطرتها على هذه الثروات ومنع الشعوب من تحقيق تحول سياسي أو حضاري قادر على تهديد سيطرة الخارج على ثروات الداخل.
بقلم : محمد هنيد
الواقع العربي والواقع الإسلامي سواء نُظر إليه ككلّ أو تمت مقاربته كمجموعة من المكونات الإقليمية يقع اليوم في قلب السياسة الأميركية التي يتحدد بها وبقراراتها بشكل مباشر وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الأولي أي أنه يصعب تصور إقليم عربي لا تنسحب عليه السياسات الأميركية الخارجية سواء بشكل علني أو بشكل غير معلن.
هذا الواقع يعيش اليوم واحدة من أكثر لحظاته الحضارية خطورة وحساسية في التاريخ الحديث وهي لحظة تحددت عناصرها الكبرى بثلاثة قطائع مفصلية أولها الغزو الأميركي للعراق ثم اعتداءات الحادي عشر سبتمبر وأخيرا ثورات الشعوب العربية. فإذا كان ربيع الشعوب حدثا داخليا صرفا عبرت من خلاله القوى المسحوقة في المجتمعات العربية عن رغبتها وعن قدرتها المنجِزَة في إسقاط أعتى الأنظمة الشمولية في التاريخ الحديث فأن القطيعتين الأخريين كانتا أميركيتين بشكل يسمح بثلاثة استنتاجات كبرى:
أولها غلبة الفعل الخارجي وخاصة الأميركي منه على الفعل الداخلي أي أن المنطقة العربية تقع بنسبة الثلثين تحت الفعل الأميركي المباشر بعد غزو العراق خلال حرب الخليج الأولى 1991 أو غزوها واحتلالها بعد أحداث سبتمبر 2011.
ثانيها أن الفعل العربي الوحيد الذي نجح في إحداث تغيرات سياسية غير مقرّرة خارجيا هي ثورات الشعوب الأخيرة بما هي ثورات عفوية جماهيرية. هذه الخاصية تسحب تحليليا كل النظريات المضادة التي يحاول إعلام الدولة العميقة ومنظروها إيهام الجماهير به مثل كون الثورات مؤامرة كونية وجزء من الفوضى الخلاقة التي بشر بها الأميركيون أنفسهم أكثر من مرّة.
ثالثها غياب النظام الرسمي العربي من دائرة الفعل السياسي والحضاري إلا بما هو حارس أمين لمصالح القوى الاستعمارية الخارجية التي رهنت بقاءه ببقاء سيطرتها على هذه الثروات ومنع الشعوب من تحقيق تحول سياسي أو حضاري قادر على تهديد سيطرة الخارج على ثروات الداخل.
بقلم : محمد هنيد