«كلمة» قد تسبب جلطة.. وكلمة قد ترفعك إلى عنان السماء....اضبط أعصابك إذا جاءتك كلمات نارية ممن تعز وتحب..
وما أصعب ان تنتقل العلاقة من «ود وانسجام» إلى «عتاب وخصام»، فبعد أن كانت ترى في كلامه سيفا من ذهب بات السيف من خشب.
لذلك لا بد من لغة غير لغة الكلام لكي يكون هناك تفاهم وانسجام.. فقد لا أفهم لغة صديقي الجزائري.. ولهجته.. ومعاني الكلمات عنده، فمعنى كلمة قد تجعله يحمل خنجرا ويطعنني إذا لم يفهم ما أريد أن أقول..
مدرب علم البرمجة اللغوية ومؤسس مؤسسة خطوات للتنمية البشرية يقول إن هناك عدة وسائل للتواصل خاصة بين الحبيبين، وبالذات الزوجين، وهي التي تحدد شكل العلاقة بينهما، هناك الاتصال من خلال الكلمات وتشكل7% من شكل التواصل، و38% الاتصال الصوتي، و55% الاتصال بالجسم وتعبيرات الوجه. ويوضح أن التواصل بالكلمات هو الأصعب لأنه كثيرا ما يكون محاطا بالغموض، فما يعنيه الطرف الآخر قد لا يفهم جيدا والعكس صحيح فيقع الصدام.
وكلمة قد تسبب حربا.. بين دولتين، والقادم إلى البيت الأبيض يبث كلمات تشعل حروبا وتقيم ودا، ولذلك لا بد من الجلوس معه خاصة قادتنا العرب الذين سمعوا ما يقول عن نقل سفارة بلاده إلى العاصمة المقدسة.
فاليوم سوف يتسلم الحكم من خلفه الذي ترك خلفه إرثا ثقيلا من القضايا المشتعلة بسبب سوء ما أعلنه ويعلنه من تصريحات بدون أفعال.. فلم يغلق غوانتانامو، ولم يقم الدولتين في فلسطين، ولم يقض على الإرهاب..
يأتي ترامب.. وأمامه أمة صينية تتطلع إلى أن تكون الدولة الأعظم.. وها هو الرئيس الصيني يطلب تدمير أسلحة الدمار الشامل.. وإن تحقق فللصين الامبراطورية العظمى بما لديها من قوة بشرية تدميرية وما لديها من قوة اقتصادية باتت تنافس العالم، وأمامها رئيس قادم يطلب تفتيت الاتحاد الأوروبي.. فيما هي الصين تطالب بالعولمة بعد أن كانت من أشد أعدائها.. العالم يتغير واليوم رئيس جديد في البيت الأبيض.. وأنت أيها الصديق.. غدا زوجة جديدة ووطن جديد.. فالقلوب تتقلب.. وكلمة واحدة إن لم تحسن استخدامها تشعل الحرب.

بقلم : سمير البرغوثي