+ A
A -
يجلس ممثلو المعارضة السورية، مع ممثلين عن النظام السوري، اليوم حول طاولة واحدة في استانا عاصمة كازاخستان لإجراء مباحثات ستتمحور حول سبل تثبيت وقف النار. فالمحادثات تبدو عسكرية أكثر منها سياسية، وهو ما لا يقلل من أهميتها بالطبع، اذ أن هدف حقن دماء الاشقاء السوريين، هو بكل تأكيد هدف سام ونبيل.
تحقيق هذا الهدف اذا ما تم التوصل اليه، ولم يتعنت النظام وحلفاؤه كما جرت العادة في كل المباحثات السابقة، يلزمه ضمانات من القوى الفاعلة والمتنفذة، تحديدا يلزمه ضمانة تنفيذ روسية في المقام الأول، ودولية بعد ذلك، فالنظام وحلفاؤه، دأبوا على توقيع الاتفاقيات وخرقها قبل أن يجف حبرها، واعتادوا استغلال الهدنات، لإحكام الحصار على المدنيين، وفرض واقع جديد على الأرض، وهو ما يجب الا تسمح بتكراره، القوى الكبرى والنظام العالمي، اذا ما كانت ثمة إرادة حقيقية لحل الأزمة السورية.
من الأهمية بمكان، أن تكون استانا، اذا ما كتب لمحادثاتها النجاح، تمهيدا للانطلاق نحو الحل السياسي للأزمة، فبدون التوصل إلى ذلك، قد يسكت الرصاص لفترة، ثم يعاود الدوي مرة جديدة، ويعود النظام ومناصروه إلى القصف الدموي المعتاد لهم.
يحدونا الأمل في أن لا تنضم مباحثات استانا إلى جولات سابقة من الحوار والمفاوضات، كان مصيرها جميعا الفشل على ارض الواقع. يحدونا الأمل أن تستفيد القوى العظمى الفاعلة من دروس الماضي ومآلات جولات المفاوضات السابقة.
copy short url   نسخ
23/01/2017
582