رجل بمليون رجل.. وزعيم دون نصف الرجل.. رجل يعمل لوطنه وزعيم أو زعماء يعملون ضد أوطانهم.. توفي أمس رجل فجاءت سيرته العطرة من اصدقاء على الفيس بوك الدكتور طه بدوي وكمال دبور تتحدث عن دكتور عظيم بدأت قصته في منتصف السبعينيات حيث كانت هناك كما يقول الدكتور طه امرأة يابانية في الخرطوم تمسك بطنها وهي تتلوى من الألم وتصرخ بأعلى صوتها آهة لكن ا?هة تكبر وتكبر حتى تخرج من جوف المرأة مستشفى ابن سينا أعظم مستشفى في الخرطوم.
يقول الدكتور طه هذه اليابانية كانت زوجة سفير اليابان في الخرطوم و كانت ابنة امبراطور اليابان. وحين تصرخ من ا?لم.. يفزع زوجها السفير مستنجدا بالخارجية، والخارجية توجهه الى مستشفى بحري.. لكن الرجل انطلق بزوجته إلى أقرب مستشفى لإسعافها،
- هناك وجد الحيطان المغطاة بطبقات من بقايا اصابع لوثتها بالاوساخ وا?رض المحفرة والرائحة القاتلة.. والرجل السفير المفزوع يطلب من الطبيب أن يتكرم بما يكفي (لتسكين) ألم المرأة حتى تصل الى (مستشفى) خارج السودان.
والطبيب.. زاكي الدين أحمد حسين ينظر إلى السفير ويقول بهدوء: معذرة لكن المرأة هذه بقي لها ساعتان.. للجراحة.. أو الموت!
- ولعل الفزع واليأس هما ما يجعلان السفير
يسأل زوجته عما تريد أن تفعل
- والمرأة تقول:
نعم.. اخضع للجراحة.. هنا
- والدكتور زاكي الدين يجري العملية
الجراحية، بالادوات البسيطة، والسفير ينتظر ليسمع نبأ الوفاة بعد ساعة..
بعد يوم.. بعد يومين.
- لكن المرأة خرجت تمشي..
- والسفير يطير بها إلى اليابان، ومن المطار
إلى أضخم مستشفى.. فهي ابنة ا?مبراطور.
- وهناك يخضعونها للجراحة والفحوصات.
- بعد ساعتين كانت مجموعة ا?طباء تقول
للسفير:
أين أجريت هذه العملية ومن قام بها؟
قال: في بلد اسمه السودان.. وطبيب اسمه
زاكي الدين.. متسائلا (السفير) ماذا هناك..؟
قالوا: هذا طبيب معجزة.. ولن نترك شيئاً دون دعوة هذا الطبيب.
- ولكن الدعوة للبروفيسور زاكي الدين تأتي
إليه من ا?مبراطور نفسه والد زوجة السفير.
- وهناك يسألونه:
ماذا تتمنى.. اطلب أي شيء..
العجيب لم يطلب شيئا لنفسه!!
بل قال: اطلب مستشفى للسودان
مستشفى حديثا
- فأقامته اليابان في منتصف
السبعينيات وفي بداية الثمانينيات إنه مستشفى ابن سينا بمعدات حديثة جداً.. وتجدد كل عام.
توفي هذا الجراح القدير.. د.زاكي الدين احمد حسين صباح أمس..»إنا لله وإنا إليه راجعون»،
اللهم اجعل عمله هذا عملا صالحاً متقبلا.. واحفظ ابناءه
واجعله ممن قلت فيهم (ونعم اجرُ العاملين)...
نبضة أخيرة
احتراما للحظة وداد سأواصل احترام من منحني إياها..

بقلم : سمير البرغوثي