+ A
A -
لخولة إطلال ببرقية ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
خرجت أرددها وأنا مغادر مجلس الصديق بوعبدالعزيز مطرق الرأس فيمن سيهجر حبيبه وأنا أرتب لمقالتي فاعترضني «هيرمان»، سائق الصديق، عندما علم أنني صحفي، وأنني من السلطة التي لها علاقة بالسلطة!! ولم يعرف ان سلطاتي لا تتعدى قلمي!! وقال: «بابا أنا طالب انت طلبة.. ابي تشوف قصيدة مال أنا بشارك فيها ببرنامج أمير الشعراء أو فصاحة».. فسألته: أي برنامج تريد البرنامج العربي الذي يبث من ابوظبي أم برنامج الهنود الذي يبث من بومبي، فقال: «بابا برنامج مال ابوظبي اللي شارك فيه قريب مال انت مستر تميم برغوثي وقال فيه قصيدة عن قدس المسكينـ واللي شارك فيه الجخ من مصر، وكلام مال برغوثي تميم عن قدس زين وايد، وكلام جخ عن ثورة مزبوط تمام بس قصيدة مال أنا وايد جميلة قصيدة عن الحب، حب مال عصر مش حب مال اول».. وسلمني قصيدته وبدأت أتمتم بها فأمسك بيدي فقال بابا لازم تهز راس وانت تقرا عشان تعبير يكون تمام وتفهم شعر زين..
قلت له: اقرأ فأنا لا أجيد فن هز الرأس ولا هز الذنب (النفاق) ولا هز الوسط أجيد هز القلم سواء كان بيك أو كارتيه أو ديبون.
اقرأ يا هيرمان. وقبل أن يبدأ هز رأسه مرتين وقال:
أنت في واحد قمر..
أنت يحب كل نفر..
أنت ما يشوف أنا
أنا في موت قهر!!
انت لو ينسى أنا
أنا يبكي مطر!!
أنت ما يكلم أنا..
أنا في مسكين نفر..
انت في نوم كتير
أنا في كتير سهر
أنا في حب انت حب مزبوط
سيم سيم حبل مربوط
ما يفرق بينا نفر خربوط
وختم قصيدته بهز رأسه مرتين يمين شمال وقال: «قصيدة مزبوط ما قالها قيس مجنون شعر مال عرب في حب ليلى ما يعرف يسوي كلام في الحب مثل كلام مال انا قصيدة مال انا رح يفوز في امير شعراء وانا يكسب مليون ويسوي زواج مع حبيبة مال انا في قصيدة ثانية انا وصفتها وصف وايد هلو»..
مع أنني سعدت لأن أعجميا يرطن بالعربي كلاما افهمه لكن ما يحزن ان كثيرا من أبنائنا بات كلامهم بهز الرأس مع لغة فيها لحن عرضت الحكاية على متخصص في علم اللغات وسألته الحل فقال: الحل بتعليم الوافدين لغة الضاد قبل ان يسكنوا في بيوتنا وإلا على لغتنا السلام وقد أوشك القول ان يقال فكثير من أبنائنا ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ولا يفرقون بين القاف والكاف وباتت اللهجة المحكية هي لغتهم العلمية.
اللغة العربية المحكية باتت هي المحلية فلا بأس أما أن تكون لغة علم وأدب وصحافة فهذه ستكون كارثة على الأجيال.
والمشروع الذي أطلقته قطر بأن تكون اللغة العربية هي لغة العلوم مشروع مهم ووطني يستشعر خطر تخلينا عن لغتنا التي وصلنا بها إلى العالمية في زمن الأمة الجميل.
بقلم : سمير البرغوثي
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
خرجت أرددها وأنا مغادر مجلس الصديق بوعبدالعزيز مطرق الرأس فيمن سيهجر حبيبه وأنا أرتب لمقالتي فاعترضني «هيرمان»، سائق الصديق، عندما علم أنني صحفي، وأنني من السلطة التي لها علاقة بالسلطة!! ولم يعرف ان سلطاتي لا تتعدى قلمي!! وقال: «بابا أنا طالب انت طلبة.. ابي تشوف قصيدة مال أنا بشارك فيها ببرنامج أمير الشعراء أو فصاحة».. فسألته: أي برنامج تريد البرنامج العربي الذي يبث من ابوظبي أم برنامج الهنود الذي يبث من بومبي، فقال: «بابا برنامج مال ابوظبي اللي شارك فيه قريب مال انت مستر تميم برغوثي وقال فيه قصيدة عن قدس المسكينـ واللي شارك فيه الجخ من مصر، وكلام مال برغوثي تميم عن قدس زين وايد، وكلام جخ عن ثورة مزبوط تمام بس قصيدة مال أنا وايد جميلة قصيدة عن الحب، حب مال عصر مش حب مال اول».. وسلمني قصيدته وبدأت أتمتم بها فأمسك بيدي فقال بابا لازم تهز راس وانت تقرا عشان تعبير يكون تمام وتفهم شعر زين..
قلت له: اقرأ فأنا لا أجيد فن هز الرأس ولا هز الذنب (النفاق) ولا هز الوسط أجيد هز القلم سواء كان بيك أو كارتيه أو ديبون.
اقرأ يا هيرمان. وقبل أن يبدأ هز رأسه مرتين وقال:
أنت في واحد قمر..
أنت يحب كل نفر..
أنت ما يشوف أنا
أنا في موت قهر!!
انت لو ينسى أنا
أنا يبكي مطر!!
أنت ما يكلم أنا..
أنا في مسكين نفر..
انت في نوم كتير
أنا في كتير سهر
أنا في حب انت حب مزبوط
سيم سيم حبل مربوط
ما يفرق بينا نفر خربوط
وختم قصيدته بهز رأسه مرتين يمين شمال وقال: «قصيدة مزبوط ما قالها قيس مجنون شعر مال عرب في حب ليلى ما يعرف يسوي كلام في الحب مثل كلام مال انا قصيدة مال انا رح يفوز في امير شعراء وانا يكسب مليون ويسوي زواج مع حبيبة مال انا في قصيدة ثانية انا وصفتها وصف وايد هلو»..
مع أنني سعدت لأن أعجميا يرطن بالعربي كلاما افهمه لكن ما يحزن ان كثيرا من أبنائنا بات كلامهم بهز الرأس مع لغة فيها لحن عرضت الحكاية على متخصص في علم اللغات وسألته الحل فقال: الحل بتعليم الوافدين لغة الضاد قبل ان يسكنوا في بيوتنا وإلا على لغتنا السلام وقد أوشك القول ان يقال فكثير من أبنائنا ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ولا يفرقون بين القاف والكاف وباتت اللهجة المحكية هي لغتهم العلمية.
اللغة العربية المحكية باتت هي المحلية فلا بأس أما أن تكون لغة علم وأدب وصحافة فهذه ستكون كارثة على الأجيال.
والمشروع الذي أطلقته قطر بأن تكون اللغة العربية هي لغة العلوم مشروع مهم ووطني يستشعر خطر تخلينا عن لغتنا التي وصلنا بها إلى العالمية في زمن الأمة الجميل.
بقلم : سمير البرغوثي
