+ A
A -
قد تمثل التصريحات الأميركية الرسمية ضد العرب والمسلمين فرصة نادرة للعرب وللنظام الرسمي العربي تحديدا من أجل أن ينقذ نفسه من التحلل أولا وأن ينقذ شعوبه من مصائر مشابهة للمصيرين العراقي أو السوري.
الولاء الأميركي المطلق للمشروع الصهيوني كما عبر عن ذلك دونالد ترامب عبر وعد قطعه لصالح اللوبي الصهيوني بأميركا بالاعتراف بالقدس عاصمة «لإسرائيل» يضاف إليه حقده الدفين على العرب والمسلمين والتهديد بطردهم من أميركا أو بمواقفه من قضية اللاجئين ومن مسألة الإرهاب وتعويله على الأنظمة العربية غير الشرعية في محاربته... كلها تمثل مؤشرات واضحة على حتمية التحرك العربي بشكل سريع قدر الإمكان. صحيح أن الأمة تمر بأسوأ أيامها وصحيح أيضا أن التخبط وانعدام الرؤية هما سيدا الموقف لكن مهما بلغ حجم التشرذم العربي فإن الأخطار المحدقة تستلزم تجميع الممكن من القوى والمبادرات من أجل دفع القادم المعلن أميركيا.
تبحث الإدارة الأميركية الجديدة عن هدفين أساسيين في المنطقة: أولهما: توسيع مجال الغزو والسيطرة لأنها تمثل أهم أهداف الحزب الجمهوري حسب تقاسم الأدوار التاريخي بينه وبين الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالملفات الخارجية. أي أن الرئيس الجمهوري لا يهدف إلى المحافظة على المكاسب الأميركية بدرجة أولى فهذه من مهام الأحزاب الديمقراطية بل هدفه الأساسي هو توسيع دائرة الغزو الاقتصادي والمالي والذهاب أبعد ما يمكن في التوسع الإمبراطوري الأميركي.
لتحقيق ذلك تحتاج الإدارة الأميركية إلى منع قيام أشكال سياسية أو حضارية قد تهدد هذا الفعل التوسعي مثلما فعلت خلال الانقلاب العسكري المصري على الشرعية الانتخابية في مصر ومنع أي تحول في السياسة الداخلية والخارجية «لحلفائها» مثل السعودية أو تحرك هذا الحليف خارج دائرة فعلها.
أما الهدف الثاني فهو تمديد حالة الفوضى وانعدام الاستقرار في الدول التي تحاول الخروج عن حالة الجمود الحضاري مثل سوريا لبنان اليمن ليبيا تونس ثم الإبقاء على الأنظمة الاستبدادية القمعية من جهة أخرى بما هي صمام أمان لمطامعه في ثروات المنطقة. أن حالة الفوضى والتقاتل وانتشار المجموعات المسلحة هو الرئة التي يتنفس بها الاقتصاد الأميركي عبر صادرات الأسلحة التي تبلغ في الولايات المتحدة أرقاما فلكية.
للأسف لم يعد للأمة من خيارات أخرى في التعامل مع الحالة الراهنة التي أصبحت تهدد الوجود العربي نفسه وتكاد تخرج العرب من الصراع الحضاري الدائر بين مختلف الامبراطوريات الإقليمية والدولية. التجدد العربي وإعادة قراءة المشهد على ضوء المتغيرات الجديدة والمستحدثة والبحث في أشكال جديدة للتضامن والتكتل هو الباب الأخير الذي لايزال قادرا على إخراجنا من حالة المفعول به حضاريا والمرور إلى حالة الفعل.بقلم: محمد هنيد
الولاء الأميركي المطلق للمشروع الصهيوني كما عبر عن ذلك دونالد ترامب عبر وعد قطعه لصالح اللوبي الصهيوني بأميركا بالاعتراف بالقدس عاصمة «لإسرائيل» يضاف إليه حقده الدفين على العرب والمسلمين والتهديد بطردهم من أميركا أو بمواقفه من قضية اللاجئين ومن مسألة الإرهاب وتعويله على الأنظمة العربية غير الشرعية في محاربته... كلها تمثل مؤشرات واضحة على حتمية التحرك العربي بشكل سريع قدر الإمكان. صحيح أن الأمة تمر بأسوأ أيامها وصحيح أيضا أن التخبط وانعدام الرؤية هما سيدا الموقف لكن مهما بلغ حجم التشرذم العربي فإن الأخطار المحدقة تستلزم تجميع الممكن من القوى والمبادرات من أجل دفع القادم المعلن أميركيا.
تبحث الإدارة الأميركية الجديدة عن هدفين أساسيين في المنطقة: أولهما: توسيع مجال الغزو والسيطرة لأنها تمثل أهم أهداف الحزب الجمهوري حسب تقاسم الأدوار التاريخي بينه وبين الحزب الديمقراطي فيما يتعلق بالملفات الخارجية. أي أن الرئيس الجمهوري لا يهدف إلى المحافظة على المكاسب الأميركية بدرجة أولى فهذه من مهام الأحزاب الديمقراطية بل هدفه الأساسي هو توسيع دائرة الغزو الاقتصادي والمالي والذهاب أبعد ما يمكن في التوسع الإمبراطوري الأميركي.
لتحقيق ذلك تحتاج الإدارة الأميركية إلى منع قيام أشكال سياسية أو حضارية قد تهدد هذا الفعل التوسعي مثلما فعلت خلال الانقلاب العسكري المصري على الشرعية الانتخابية في مصر ومنع أي تحول في السياسة الداخلية والخارجية «لحلفائها» مثل السعودية أو تحرك هذا الحليف خارج دائرة فعلها.
أما الهدف الثاني فهو تمديد حالة الفوضى وانعدام الاستقرار في الدول التي تحاول الخروج عن حالة الجمود الحضاري مثل سوريا لبنان اليمن ليبيا تونس ثم الإبقاء على الأنظمة الاستبدادية القمعية من جهة أخرى بما هي صمام أمان لمطامعه في ثروات المنطقة. أن حالة الفوضى والتقاتل وانتشار المجموعات المسلحة هو الرئة التي يتنفس بها الاقتصاد الأميركي عبر صادرات الأسلحة التي تبلغ في الولايات المتحدة أرقاما فلكية.
للأسف لم يعد للأمة من خيارات أخرى في التعامل مع الحالة الراهنة التي أصبحت تهدد الوجود العربي نفسه وتكاد تخرج العرب من الصراع الحضاري الدائر بين مختلف الامبراطوريات الإقليمية والدولية. التجدد العربي وإعادة قراءة المشهد على ضوء المتغيرات الجديدة والمستحدثة والبحث في أشكال جديدة للتضامن والتكتل هو الباب الأخير الذي لايزال قادرا على إخراجنا من حالة المفعول به حضاريا والمرور إلى حالة الفعل.بقلم: محمد هنيد