لقد أتعبنا الموقف السلبي للبيت الأبيض منذ ثماني سنوات تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية.. محادثات السلام توقفت، المستوطنات زادت، الثورات سرقت.. والثروات نهبت.. والوضع الاقتصادي يوشك بالتهام اقتصاديات دول ناشئة ودول تبحث عن التطور وتبني استراتيجيات لتكون دولا متقدمة..
يقينا أن العالم سوف يتنفس الصعداء لأن هناك رئيسا واضحا في البيت الأبيض ولن يكون له أكثر من موقف وسينظر لمصلحة أميركا أولا ولمصلحة استمرار إمبراطوريته ثانيا.. لكنه ومن أول خطواته بدأ في تنفيذ وعوده.. ألغى اوباما كير.. وسوف يقيم «مناطق آمنة في سوريا لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك».
وهو ما طالبت به تركيا منذ بداية الأزمة لمنع انتحار السوريين الفارين من الذبح الموت غرقا.. أو التشرد في شوارع أوروبا.. أو التسكع في شوارع العالم العربي.. مناطق آمنة تحميها طائرات أمم متحدة.. وتقيم في بيوت من حجر لا تصل اليها البراميل المتفجرة التي حولت حلب إلى دمار.. سننتظر نتائج تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طلب إجراء دراسة.. وننتظر نتائج هذه الدراسة.
ترامب حرك المواقف وجعل موسكو تفتح أبوابها للمعارضة السورية للحوار وأنها لن تملي عليها شروطها.. فموسكو تدرك أن ترامب قادر على تغيير المعادلة وقد تأتي المعارضة السورية إلى الحكم.. فلا بد من ابقاء الخطوط مفتوحة مع سوريا.. فسوريا مهمة لموسكو.. في لعبة الأمم..
ترامب يفي بوعوده وسوريا ستكون آمنة.. والقدس سوف تنقل اليها سفارته.. فالرجل يقول ما يفعل.. لكن كيف نواجه نقل السفارة الاميركية إلى القدس المدينة الإسلامية المسيحية المحرمة على اليهود كما يقول الراب اسرائيل «أنه لا يحق لهم دخولها حتى مجيء المسيح ليطهر اليهود من جريمة صلبه..
نقول أهلا بالوضوح في البيت الأبيض.. وضوح كما وجه ترامب.. الرئيس الذي سجل لنفسه مكانة في التاريخ قبل أن يبدأ حكمه كما فعلها من قبله كثيرون من رؤساء أميركا.. وأهمهم جون فرانك كنيدي.. التي تماهت سيدة أميركا الأولى مع حرمه جاكلين كنيدي في يوم تنصيبها..
ترامب واضح.. فهل نحن سنكون واضحين معه اذا قرر نقل سفارته إلى القدس.. ونغني له أهلاً يامستر ترامب دبرها يامستر ترامب وتضيع القدس.
نبضة أخيرة
لا انصراف عن غايات.. فلا ترتبك عند المنعطفات، فإنما الأمر استبدال أدوات!! ولا تقبل أن تكون كلمة في مربع كلمات متقاطعة!!

بقلم : سمير البرغوثي